كشف الشاعر علي الدميني ملابسات حذف القصائد العمودية من ملف «راهن المشهد الشعري في السعودية» الذي نشرته مجلة «بيت الشعر» المغربية، وقال الدميني إن الملف الذي قام مع الشاعر حسن القرني بإعداده العام الماضي، بطلب من حسن النجمي الشاعر والباحث المغربي البارز والمشرف العام على مجلة بيت الشعر، صدر هذا العدد في شهر رمضان 1439، بشكل جميل وإخراج رائع، ولكنه لم يضم قصيدتين للشاعرين البارزين في ساحتنا الشعرية «محمد جبر الحربي وجاسم الصحيح»، وبعد الاتصال بهيئة التحرير أفادوا بأنهم لا ينشرون القصائد العمودية في المجلة. وقال الدميني: «عاتبناهم على هذا، إذ كان من الممكن إبلاغنا بهذا الموقف من القصيدة العمودية؛ لكي نرسل لهم قصائد أخرى للشاعرين من شعر التفعيلة، خصوصاً أننا أرسلنا لهم الملف قبل عام كامل من تاريخ إصدار العدد 31 من المجلة. ورغم ذلك فإنني أعرب عن تقديري للأصدقاء القائمين على مجلة بيت الشعر وعلى جهودهم المستمرة في جعل مجلتهم منبراً للشعر والقراءات النقدية المميزة، واعتذر للصديقين الشاعرين محمد جبر الحربي وجاسم الصحيح، ولكنني سأحتفظ لنفسي بالأسى لغياب قصيدتيهما عن ملف «راهن المشهد الشعري في السعودية». وحول الملف، أوضح الدميني أن فترة إعداده استغرفت شهرين، وقال: اتصلنا بالشعراء والشاعرات في المملكة ممن رأينا أنهم يعبرون عن تجربة حية في راهن مشهدنا الشعري، تطويراً وتجريباً ومحاولة لارتياد الجديد، كما استكتبنا بعض النقاد المهتمين بالتجربة ممن استجابوا لدعوتنا وهم: الدكتور محمد الشنطي، والأستاذ عبدالله السفر، والدكتور عبدالحميد الحسامي. وضم الملف قصائد لكلٍّ من: محمد جبر الحربي وجاسم الصحيح، ومحمد العلي ومحمد الثبيتي، وفوزية أبو خالد وعبدالله الصيخان، وأحمد الملا وعلي الحازمي، وحسن عبده صميلي وإبراهيم الحسين، ومحمد الدميني ومحمد حبيبي، ومحمد الحرز ومسفر الغامدي، وعبدالله ناجي ومحمد عبيد الحربي، وحسن الزهراني وأحمد قران الزهراني، ومحمد إبراهيم يعقوب وطلال الطويرقي، وأشجان هندي وإياد حكمي، وغسان الخنيزي وإبراهيم زولي، وحسن السبع وشقراء مدخلي، وعبدالوهاب أبوزيد ومحمد خضر، والحميدي الثقفي وهدى ياسر، وهاشم الجحدلي وأزهار بريه، وعلي الدميني وحسن القرني. كما أننا اتصلنا بنقاد آخرين وشعراء أيضاً، لكنهم لم يتجاوبوا مع طلبنا، فاكتفينا بالمادة الغنية التي جمعناها وأرسلناها إلى مجلة (بيت الشعر) في أوائل شهر رمضان الماضي من عام 2017. وقد صدر العدد 31 في رمضان من هذا العام 1439 في إخراج جميل، متضمناً دراسة ضافية للناقد «يوسف ناوري» عن مراحل تطور الحركة الشعرية في السعودية. وأضاف الدميني: «منذ البدء كانت رؤيتنا واضحة لمفهوم المشهد الشعري في المملكة؛ إذ رأينا أنه من باب الأمانة العلمية والذائقة الأدبية أن نختار قصائد عددٍ من الشعراء والشاعرات الذين يعبرون عن مختلف المدارس الشعرية الفاعلة في ساحتنا الأدبية، والذين نرى في قصائدهم إبداعاً حياً من حيث التجديد والمغايرة وروح العصر، فحوى الملف إسهامات شعراء يكتبون القصيدة العمودية من جيلين مختلفين، وشعراء يكتبون التفعيلة والعمودية، وشعراء يكتبون قصيدة النثر، وشعراء يكتبون قصيدة الشعر الشعبي الحديث». وخلص الدميني للقول: «لم يكن الهدف اختيار تيار شعري بعينه أو سمة إبداعية معينة، وإنما كنا نريد رسم صورة بانورامية متكاملة عن الحراك الشعري الغني بتنوعه وإضافاته، في ساحتنا الراهنة في المملكة».