يبدو أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أراد أن يجرّب حظوظه بإلقاء تصريح ينطوي على تهديد خطير لأمريكا، بأن الحرب مع إيران ستكون «أم المعارك». وهو تعبير اشتهر بإطلاقه الرئيس العراقي صدام حسين الذي حاقت بنظامه «أم الهزائم»، وانتهى الأمر بغزو أمريكي للعراق واحتلاله، ومطاردة صدام حتى العثور عليه مختبئاً داخل حفرة! غير أن روحاني لابد أن يكون قد فوجئ ب«تغريدة» الرئيس دونالد ترمب (الأحد) التي توعدته برد لم تختبره سوى قلة في التاريخ. وتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن روحاني وجواد ظريف ليسا سوى واجهة براقة لنظام الملالي، الذي تقوده مافيا وليس حكومة، وتحذيره من أن أمريكا ليست خائفة من فرض عقوبات على رؤوس أفعى النظام، ومن أن قادة الحرس الثوري وفيلق القدس الذين يديرون عمليات الزعزعة الخارجية سيدفعون ثمناً فادحاً. وتهديد روحاني لا يعدو أن يكون تهديداً أجوف، لأن بلاده ليس لديها جيش يملك عتاداً يصلح لخوض حرب السيادة فيها للأسلحة الذكية، ولأسراب المقاتلات، والصواريخ الدقيقة التصويت، والدبابات البرمائية. والحقيقة أن إيران لا تستطيع الدخول في أية مواجهة إلا من خلال ميليشيات عميلة، أو بنشر فتنة طائفية، أو شراء الذمم لتشجيع الفوضى. وإذا استمر روحاني في إطلاق مثل هذه التهديدات الجوفاء فسيكون قد سعى إلى حتفه بظلفه.. وقد لا تمر أشهر حتى يطلب قمة يصطحب فيها خامنئي للقاء ترمب... على خطى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي توعد أمريكا بمهاجمتها، فرد عليه ترمب متوعداً ب«النار والغضب»... وبقية الحكاية معروفة للجميع.