فيما تروي الأحداث العسكرية على مقربة من الحدود السعودية قصصا شامخة وخالدة لأبطال سعوديين وإماراتيين جابهوا الموت وذادوا عن أوطانهم بدمائهم وعزائمهم، على ذات العزم دشنت الرياض وأبوظبي حلقة جديدة من حلقات الترابط والمصير المشترك، بإعلانهما «إستراتيجية العزم» المشتركة بين البلدين. وأعطت مخرجات الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي مؤشراً عميقاً على حجم الشراكة والتعاون الذي وصل إليه البلدان، فالمجلس الذي عمل على رؤية مشتركة لاستدامة العلاقات وتعزيز المنظومة المتكاملة على مختلف الأصعدة، أعلنت ولادة فصل جديد من القوة والتحالفات الإستراتيجية. وطرق السعوديون والإماراتيون هذه المرة بابا جديدا للتحالف والتعاون فيما بينهما، عبر نوافذ «الشراكة الواسعة»، وهذه المرة بمقرعة إستراتيجية العزم، التي تعد إحدى المخرجات الرئيسية لخلوة العزم، وآلية العمل المشترك خلال السنوات الخمس القادمة بين البلدين، وحلقوا معها بأمنياتهم وتطلعاتهم في سماء التغيير، حتى ذهبوا بعيدا في صياغة الأفكار الملهمة عبر مجموعة من المشاريع النوعية ضمن المجالات ذات الأولوية لكلا البلدين لتحقيق تطلعات الشعبين. قوة العلاقة وعمقها لم ترسمهما الأقوال فقط، بل رسختهما الأفعال التاريخية بين البلدين، إذ تقف الرياض وأبوظبي اليوم صفاً واحداً في المنطقة، إيماناً منهما بوحدة المصير، متخذتين من حزم وعزم القيادة السياسية في البلدين «طريق عبور» نحو مستقبل مزدهر وأكثر سلاما ورخاء.