لم تختلف الآراء في ندوة أمس (الجمعة) بالرياض، التي تحدثت عن العلاقة السعودية الإماراتية، بل اتفق ضيوفها وحضورها على عمق العلاقة والحب المتبادل بين البلدين قيادة وشعباً، والمصير المشترك في جميع الأصعدة. وتبادل الحضور من إماراتيين وسعوديين الوفاء والمعزة بين الرياضوأبوظبي في ندوة سعود المريبض، التي حل بين ضيوفها مدير عام شركة أبوظبي للإعلام الدكتور علي بن تميم والكاتب الصحفي رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقاً سلمان الدوسري. وقدمت المطربة الإماراتية أريام وصلة غنائية من كلمات مؤسس الإمارات الشيخ زايد آل نهيان، إذ تعتبر المرة الأولى التي تغني فيها مطربة خليجية في ندوة ثقافية بالسعودية، وصفق لها الحضور كثيراً. وقال الدكتور علي بن تميم: «إن شراكة السعودية والإمارات تاريخية، وهي باب عميق للأخوة والشراكة التي يصعب سردها بشكل مفصل، وتكشف عن أواصر العلاقات الوطيدة بين الإمارات والمملكة»، مضيفاً «تتلخص صفات الشيخ زايد بلفظة المروءة». وتابع: «وضوح حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن حرب الاخونجية وكيدهم للمملكة، هو ما يثبت موقف الإمارات المماثل للمملكة وقادتها وأبنائها، وأن الدولتين قدمتا نموذجا يقتدى به في الحضارة والتنمية والتعليم وحفظ الأمن، ما يجعل التنظيمات الإرهابية تحاربهما». من جهته، أشار سلمان الدوسري، في مداخلته، إلى حقائق لا مجال فيها لتشكيك المشككين ولا محاولات عبث الحاقدين عن العلاقة الأخوية الراسخة والمصيرية بين البلدين، مشدداً على أن التحالف بين المملكة والإمارات إستراتيجي وليس تكتيكيا. وأكد أن التحالف السعودي الإماراتي لم يظهر فجأة، والبداية الحقيقية للعلاقات المتميزة تبلورت عندما سحبت السفراء من قطر وبعدها في اتفاق الرياض 2013، واتفاق الرياض التكميلي 2014، وعودة السفراء، جميعها كان تتم بالتنسيق بين أبوظبيوالرياض. وركز على أن التحالف السعودي الإماراتي لا يتعارض مع مجلس التعاون الذي تأسس عام 1981، وإنما هو تقوية له. وأوضح أن عاصفة الحزم تبرهن على متانة التحالف بين البلدين، والنتيجة كانت مذهلة في مجال تعاون البلدين، ومخيبة لآمال خصومهما. وعن الحديث عن وجود خلافات بين البلدين، كشف الدوسري أن الخلافات طبيعية، ولا يوجد تطابق في المواقف 100%، ولكن توجد 3 شروط تثبت عدم تأثر التحالف بالخلافات، أولها أن لا يكون الموقف بالسياسة الخارجية يضر الأمن القومي لإحدى الدول، وهو ما تفعله قطر، وثانيا كم حجم الخلاف، مثلا أن يكون الاتفاق 95% والخلاف 5% وهو أمر طبيعي، وثالثا قدرة البلدين على استيعاب الخلافات البسيطة، التي لم تتضح أبدا بين البلدين، وخصوصا خلال السنوات الأربع الماضية.