يخيل إلى من يدخل السعودية، ويشاهد إعلانات بعض الشركات ومؤسسات القطاع الخاص في الأماكن العامة والطرقات، أن هناك نقصاً حاداً في «الوجه السعودي»، للاستعانة بهم في الترويج لمنتجاتهم، فكيف يمكن تفسير لوحة إعلانية في شوارع المملكة تحمل ملامح «لبناني بالزي السعودي»!. لكن ماهو السر خلف ذلك؟. على مدى عقود طويلة، استخدمت شركات إعلانية «الكتف القانوني» لإزاحة السعوديين من «كعكة الإعلان»، في مختلف وسائل الإعلام، ويمكن القول إنهم «خلايا متحركة» في قطاع الإعلان الذي يضخ مليارات الريالات سنوياً وأحكموا قبضتهم عليه. ويبدو أن هؤلاء استعانوا ب«الشيخ قوقل» لمعرفة تفاصيل الزي السعودي لإتقان لعبتهم الكبيرة، فوجدوا أنه يتكون من ثوب، وفوق الرأس طاقية، فوقها شماغ أو غترة بيضاء، فوقهما عقال، وفي الصيف يلبس السعوديون الثوب الأبيض أما في الشتاء فتتعدد ألوانه، هذا كل شيء، فاختاروا أن تكون الدعاية على طريقتهم عبر «رؤوس» لا تمت لطريقة اللباس السعودي بصلة. حالة «التندر» التي تضع الشركات نفسها فيه عبر إعلاناتها لم تمنعها من مواصلة «نسخ الوجه اللبناني» وإلصاقه عنوة في «البيئة السعودية»، في واقعة تسجل «تزييف» لصورة المواطن، تقودها أشبه ب«مافيا احتكارية» وجدت ثغرات في نظام السعودة «واستمرأت» اللعبة. ويمكن القول إن إعلانات تلك الشركات يسيطر عليها مسوقون لبنانيون، يقدمون «سحنات» لا علاقة لها بنا، وحتى نعرفها، من أي مدينة في لبنان!. السعوديون في مواقع التواصل الاجتماعي لم يفوتوا فرصة «الطقطقة» على هذه النوعية من الإعلانات، فبعضهم تبرع ساخراً ب«وجهه» لاستخدامه في الدعاية، وآخرون أبدوا استعدادهم للإعلان مجاناً بدلاً من «الفيس» المستورد، وآخرون قالوا: نسجل لكم صوتا وصورة هدية بلا مقابل، لكن «لا تفضحونا»! فهل يبقى الحال على ما هو عليه؟.. السؤال موجه لجهات الاختصاص المسؤولة والمراقبة لسوق الإعلان في السعودية، هل تضيع الهوية السعودية في مثل هذه الإعلانات! أم نحن نبالغ في الدفاع عن «هويتنا»؟.