دعت دول في الاتحاد الأوروبي الاثنين إلى تشكيل حكومة «مستقرة ومؤيدة لأوروبا» في إيطاليا بعدما رفض الرئيس اقتراح تعيين وزير للاقتصاد مناهض بشدة لليورو في الحكومة، في قرار عرقل محاولة حزبين شعبويين تشكيلها. ودعت عدة دول في الاتحاد الأوروبي إلى التهدئة فيما كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا رجل الاقتصاد المؤيد للتقشف كارلو كوتاريلي تشكيل حكومة تكنوقراط. ودفع قرار الرئيس مرشح حركة «خمس نجوم» المناهضة للمؤسسات التقليدية وحزب «الرابطة» اليميني المتشدد لمنصب رئاسة الوزراء جوزيبي كونتي إلى التخلي عن تكليفه تشكيل الحكومة في ظل تفاقم الأزمة السياسية. وفي هذا السياق، قال وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية مايكل روث لدى وصوله لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل «نأمل بأن يتم قريبا تشكيل حكومة مستقرة ومؤيدة لأوروبا في إيطاليا». وندد زعيما حركة خمس نجوم وحزب الرابطة لويجي دي مايو وماتيو سالفيني بشدة بقرار ماتاريلا رفض وزير الاقتصاد الذي اقترحه كونتي، منتقدين ما اعتبراه تدخل ألمانيا ووكالات التصنيف الائتماني وجماعات الضغط المالي. وأشار ماتاريلا إلى أنه وافق على كل وزير اقترحه كونتي عدا مرشحه لتولي حقيبة الاقتصاد باولو سافونا الذي كان وصف اليورو بأنه «قفص ألماني» وقال إن إيطاليا بحاجة الى خطة للخروج من العملة الأوروبية الموحدة «اذا اقتضى الأمر». من جهته، أكد وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز أن الأولوية يجب أن تكون لتشكيل «حكومة مستقرة». وقال إن الحل «المثالي سيكون تشكيل حكومة بإمكان الاتحاد الأوروبي العمل معها بشكل فاعل». وأما مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي شغلت منصب وزيرة خارجية إيطاليا في الماضي، فأعربت عن ثقتها بأن «تثبت المؤسسات الإيطالية ورئيس الجمهورية أنهم، كما هو الحال دائما، يخدمون مصالح المواطنين الإيطاليين وهو ما يعزز قوة الاتحاد الأوروبي».