لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، بل ولد وبين يديه وقدميه كرة قدم، ومنذ اللحظة التي بدأ يحبو فيها كان يطارد الأجسام المدورة التي تتخذ شكل كرة ويدفعها بيده وأحياناً يداعبها برأسه ثم يغيب في نوبة انبساط هائلة، كبر قليلاً وصار يمشي على قدميه فأعجب بلعب الكرة مع الجدار، يظل طوال اليوم والليلة يضرب كرته الصغيرة في الحائط فتصدر صوتاً يرتاح إليه فيردده ويعيده منتشياً بلثغته المتعثرة ليغرق البيت كله في الضحك. فتح عيناه بعد السابعة من عمره على المشهد الكروي في بلادنا فرأى الهلال هو السيد المهيمن والمتربع على عرش هذا المشهد، كان الزعيم يملأ الدنيا غناء ونشيداً سماوياً عالياً كسقف هذه الأرض، فكان من الطبيعي لطفل في سنه أن يهيم بالزعيم، فقد كان زعيماً بحق وحقيقة يومها وكان يأسر ألباب النشء الجديد مثل هذا الفتى الذي نتحدث عنه الآن. إنه مشعل إدريس الذي لم يتعد العقد الثاني من العمر 19 عاما، والذي قال ل«عكاظ» إن أجمل ما حدث له هو أن يعيش في هذا العهد الجديد عصر الشباب والفتوة والحيوية والركض بقوة صوب الغد المنتظر بقيادة ولي العهد أميرنا الشاب محمد بن سلمان تحفه وتباركه حكمة وحزم والده ووالدنا القائد الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يحفظه الله، كما أن قطاع الرياضة والشباب هو من أهم القطاعات التي شهدت تغييراً جذرياً، على يد تركي آل الشيخ. مشعل الذي يقدم في مسابقات كرة القدم التي تجرى في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كاوست، مستويات مبهرة ولافتة شهد بها الجميع من زملائه وخصومه معاً داخل المنافسات الكروية هناك، سواء في دوري الصالات أو الدوري العام للجامعة، ورشحوه للالتحاق بأحد الأندية الرياضية الكبيرة ليطور من موهبته ويفيد وطنه. كما أنه يتمنى من راعي الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ أن يتبنى موهبته، كما فعل مع كثير من المواهب الكروية داخل الأندية وخارجها من النشء ممن هم في عمره، ويرجو من رئيس هيئة الرياضة أن يوجه بابتعاثه كروياً لأي ناد عالمي كي يطور أداءه ويصقل موهبته.