فيما تقبع الكبدة في ذيل قائمة الطعام في 11 شهراً، تقفز الكبدة إلى رأس الأولويات في الأطباق الرمضانية في عدد من مناطق المملكة، حتى أنها تذهب عميقاً في الذاكرة الشعبية الرمضانية كما هو الحال في العاصمة المقدسة. ففي الأزقة المكية وأسواقها الشعبية، يرتكز طهاة الكبدة ب«الصاج»، مستعينين برائحة الطبخ، والأهازيج التسويقية. ويذهب محمد الأحمدي، الذي يملك صاجاً متنقلاً لبيع الكبدة في مكة، إلى أن «بسطات الكبدة» من العادات القديمة التي يهتم بها أهالي مكة، لافتاً إلى أنها منتشرة منذ القدم بين الحواري المكية. ويستعيد الأحمدي في حديثه ل«عكاظ»، أهازيج بائعي الكبدة الذين يسعون إلى صناعة الدهشة في أذهان المارين في الأسواق، مؤكداً أن عددا من بائعي الكبدة ورثوا المهنة لأبنائهم في رمضان. ويرى سمير باقادر، مالك صاج كبدة في مكة، أن ما يسميها ب«البسطات» مرتبطة ارتباطا وثيقا برمضان، مضيفاً «الكثير من أصحابها يعتنون بها من حيث الديكورات والأطعمة الشعبية التي تقدم فيها، بل إن الأمر تعدى إلى أن كثيرا من العائلات أصبحت تشارك أبناءها في البيع». ولفت إلى أن البائع الماهر هو من يمتلك الصوت الذي يجذب الجميع إليه، معتبراً أن بعض الأهازيج تلعب دوراً مهماً في تسويق البضائع.