ما أن يعلن عن دخول شهر رمضان، حتى يحمل جمعان البيشي عدته البسيطة المكونة من طاولة وصاج وأدوات طبخ، ويتجه إلى سوق المأكولات الشعبية التي تقام في شهر رمضان من كل عام منذ مايقارب 20 عاما، وهناك يبدأ في ممارسة هوايته الرمضانية منذ أن كان طفلا صغيرا، في بيع الكبدة. «غلاء الأسعار لم يترك لنا سوى التعب الممزوج بالمتعة التي ألفتها منذ 20 عاما» يقول البيشي موضحا الفرق بين بيع الكبدة في الماضي والحاضر، ويضيف «في السابق كنت أستفيد من دخل بسطتي في بيع الكبدة، أما اليوم وبعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني يصل إلى الضعف في بعض الأحيان، فبالكاد أوفر رأس المال». بيع الكبدة أصبح بالنسبة للبيشي نوعا من الإدمان «لا يمكن أن يمر رمضان دون بسطة الكبدة ولقاء زبائني الذين يبحثون عني وعن بضاعتي وكأني جزء من شهرهم الفضيل، وهذا الأمر يسعدني ولا يمكنني التخلي عنه بسهولة، حتى وإن عادة على تجارتي الموسمية بالخسارة فمحبة الناس شيء لا يمكن التفريط فيه بسهولة وهو المكسب الحقيقي» يقول البيشي. ويضيف «أحرص على نوعية الكبدة التي أقدمها لزبائني حيث أبحث عن الجديد منها لدى المسالخ ومحلات الجزارة واللحامين، ولا أقدمها لزبائني إلا بعد الحرص على نظافتها ونظافة المواد التي تتكون منها الوجبة، والحال ينطبق على أدوات الطهي وكأنني أطهوها لأهل بيتي، وهو ما يحصل بالفعل في كثير من أيام الشهر الفضيل، وهذا ماعزز من سمعتي بين زبائني».