من المؤسف أن يضطر السعوديون في كل مرة للتذكير بما قدموه من دعم للقضية الفلسطينية، بل من المخجل أن يحتاج البعض لمثل هذا التذكير، لأنه من الواضح أن البعض لا يعاني من ضعف الذاكرة بقدر ما يعاني من ضعف الأخلاق، خاصة عندما يكون مدركا لما قدمته السعودية حكومة وشعبا لكنه ينكره من باب الفجور في الخصومة! اللافت هنا أن من يهاجمون السعودية ويشككون بمواقفها في الموضوع الفلسطيني ويمارسون التضليل لتشويه صورتها، لم يقدموا لفلسطين شيئا سوى ثرثرة الشعارات الرنانة، بمن فيهم فلسطينيون تاجروا بقضية بلادهم في سوق الشعارات الزائفة والمبادئ المغشوشة، وتسببوا لشعبهم بالمزيد من المعاناة والتشريد، أما عرب شعارات التصدي والممانعة والمقاومة، فلم تسلم من أذاهم شعوبهم حتى يسلم منهم الشعب الفلسطيني، وما قاساه اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم البائسة المعزولة في دول الشعارات لا يقل قسوة عما عاناه ويعانيه الفلسطينيون في فلسطينالمحتلة على يد المحتل الإسرائيلي، فعرب الشعارات والصهاينة وجهان لعملة واحدة يتم تداولها في سوق المتاجرة بفلسطين والفلسطينيين! ولا يستحق الجحود والنكران للعطاء والإحسان سوى أن تدير له ظهرك وتمضي في حياتك، لكن من حسن حظ فلسطين والفلسطينيين أن السعودية لا تقوم بدورها في دعم قضية فلسطين واحتياجات شعبها من منطلق حسابات السياسة والمصالح، بل من منطلق استشعار مسؤولية أخلاقية تجاه المكان والإنسان!