تتجه أنظار عشاق كرة القدم مساء اليوم (الأربعاء) لمدينة ليون الفرنسية لمشاهدة نهائي الدوري الأوروبي الذي يجمع أتلتيكو مدريد الإسباني بمارسيليا الفرنسي، في ثاني أقوى البطولات الأوروبية. يعود الروخيبلانكوس للبطولة بعدما تم إقصاؤه من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، بجانب خسارة لقبي الليغا وكأس الملك، ليكون اليوروباليغ الأمل الأخير للمدير الفني دييغو سيميوني، لإنقاذ فريقه من موسم صفري جديد. فيما يطرق أوليمبيك مارسيليا أبواب المجد بتأهله لنهائي الدوري الأوروبي، ليعود مجددا إلى قمة مباريات القارة العجوز بعد غياب دام 14 عاما، عندما خسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام فالنسيا عام 2004. ولم يكن حال مارسيليا بأفضل من غريمه، إذ خرج الفريق الفرنسي مبكرا من سباق المنافسة على البطولات المحلية، وكان نفسه قصيرا في بطولة الدوري، إذ استسلم لهيمنة باريس سان جيرمان على الصدارة منذ بداية المشوار، كما خرج على يديه من دور الثمانية لكأس فرنسا، إضافة إلى توديع كأس الرابطة في 13 ديسمبربالخسارة أمام رين بركلات الترجيح في دور ال16. ويتسلح كل فريق بعامل الروح والقتالية والنتائج المميزة في هذه البطولة، رغبة في تحقيقها وإنقاذ الموسم بعد خييات الأمل التي تعرض لها أنصار الفريقين في مشاركتهما المحلية. ويركز مدرب الأتلتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني على الفوز بلقب الدوري الأوروبي وإنقاذ الموسم الجاري، بعد خروجه من دور المجموعات بدوري الأبطال محتلا المركز الثالث خلف روما وتشيلسي. وخلال مشوار الفريق المدريدي في الدوري الأوروبي، حافظ سيميوني على فلسفته المعروفة منذ قدومه لروخيبلانكوس في ديسمبر 2011 بالتوازن بين الدفاع والهجوم بل التكتل الدفاعي بقوة عندما يلعب الفريق على الهجمات المرتدة. وتتضح فلسفة سيميوني في مباريات الفريق مع سبورتنغ لشبونة خارج أرضه التي خسرها الفريق بهدف، بعدما لعب دييغو على الهجمات المرتدة؛ لأن الفريق فاز ذهابا بهدفين، والحال نفسه في مباراة آرسنال بذهاب نصف النهائي بالرغم من خوض أتلتيكو مدريد اللقاء ب 10 لاعبين منذ الدقيقة 9، إلا أن الفريق نجح في تحقيق التعادل بهدف لغريزمان. وقدم الفريق العاصمي مستويات رائعة في المواسم الأخيرة الماضية، إذ وصل للمباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا، مرتين عامي 2014 و2016، ولكنه فشل في إحراز اللقب بعد الهزيمة على يد ريال مدريد في المرتين. أما مارسيليا فلم يجد عقبة كبيرة في مشواره الأوروبي طوال الموسم الجاري، حيث لعب أمام 8 أندية لا تصنف ضمن الكبار في دورياتها المحلية، لذا كانت مهمته سهلة على الورق في تجاوز أوستند البلجيكي، دومزال السلوفيني، كونيا سبور التركي، ريد بول سالزبورج النمساوي، فيتوريا جيمارايش وبراجا البرتغاليين، أتلتيك بيلباو الإسباني. وإذا كان الإسبان يفتخرون بقوة دفاعهم، إذ يملك فريق أتلتيكو مدريد أفضل دفاع في القارة العجوز والذي كونه دييغو سيميوني في الفترة الماضية، جاعلا خصوم الروخيبلانكوس يعانون عندما يواجهون دفاعات وصيف الليغا، فإن فريق أوليمبيك مارسيليا دك مرمى منافسيه طوال مشواره في يوروبا ليغ 28 مرة في 18 مباراة، إذ أثبتت كتيبة رودي جارسيا فاعليتها كثيرا، بينما عجز لاعبوه عن هز الشباك في 6 مباريات فقط، انتهت منها مباراتان بالتعادل السلبي. بيد أن الفرنسيين يخشون من تواصل عقدة أتلتيكو للأندية الفرنسية، قبل مواجهتهما على ملعب الأنوار، فمن أصل 12 مواجهة جمعت الأتلتي بفرق فرنسا، انتصر الأول 6 مرات، وتعادل في 5 مباريات، ولم يخسر سوى مرة وحيدة. ويرغب المدرب الأرجنتيني في العودة لمنصات التتويج الأوروبي عقب خيبة الأمل في دوري الأبطال، إذ يستهدف تحقيق اللقب الثالث لليوروباليغ في تاريخ الأتلتي، واللقب الثاني له شخصيا مع الفريق، ليتخطى بذلك عدد ألقاب غريمه اللدود ريال مدريد الذي حصل على البطولة مرتين، ومعادلة عدد ألقاب كل من يوفنتوس وليفربول وإنتر ميلان. وفي حالة فوز الروخيبلانكوس بالمباراة النهائية أمام مارسيليا، سيحتاج للفوز ببطولتين إضافيتين لمعادلة عدد ألقاب إشبيلية، حيث يتصدر الفريق الأندلسي قائمة الفرق الأكثر تتويجا باللقب برصيد 5 ألقاب.