يتجه حزب المحافظين برئاسة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة إلى تحقيق نتائج افضل مما كان متوقعا في الانتخابات المحلية التي جرت في إنكلترا الخميس بحسب الأرقام الأولى المتوافرة التي تظهر أيضا تقدما ضعيفا للمعارضة العمالية. وقال جوناثان كار-ويست المحلل في مركز الأبحاث "الديموقراطية المحلية" ، "لم نشهد سوى تغير بعض المجالس المحلية في هذه المرحلة من النتائج، لكن في الوقت الراهن تبدو الأمور بالنسبة للمحافظين افضل مما كان متوقعا، فيما لم تصل نتائج العماليين إلى مستوى التوقعات". وتعتبر هذه الانتخابات لتجديد المجالس المحلية عادة معقدة بالنسبة للحزب الحاكم وكانت تيريزا ماي تواجه مخاطر شديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو 2017 والتي خسرت فيها غالبيتها المطلقة، ونظرا للانقسامات في صفوف حزب المحافظين حول بريكست. وبحسب النتائج المتوافرة نحو الساعة 7,00 ت غ والتي شملت نحو ثلثي الخارطة الانتخابية، فان المحافظين فازوا ب 811 مقعدا في المجالس المحلية مقابل 1302 للعماليين بزعامة جيريمي كوربن. لكن المحافظين تمكنوا خصوصا من الحفاظ على معاقلهم التاريخية في العاصمة لندن التي صوتت ضد بريكست في 2016 وانتخبت رئيس بلدية عماليا صادق خان عام 2016 وكانت تبدو على استعداد لتقديم المزيد من المكاسب للعماليين. واحتفظ المحافظون ايضا بدوائر ويستمنستر وواندسوورث لكن أيضا في كينسنغتون وتشلسي حيث كانت التوقعات تشير إلى احتمال أن يدفعوا ثمن حريق برج غرينفل الذي أوقع 71 قتيلا في حزيران/يونيو 2017 وحملهم الناجون مسؤوليته. كما احتفظ المحافظون بمجالسهم في بارنت في شمال العاصمة حيث كان يأمل العماليون في الفوز بها. وقد يكون ناخبو هذه الدائرة حيث تقيم مجموعة يهودية كبرى قرروا معاقبة العماليين اثر اتهامات مفادها أن جيريمي كوربن قد يكون سمح بانتشار معاداة السامية داخل صفوف الحزب. وقال رئيس حزب المحافظين براندون لويس لشبكة سكاي نيوز "لقد كان أداؤنا افضل مما كان متوقعا" مضيفا "حزب العمال الذي كان يظن ان بإمكانه الفوز بكل شيء في لندن لم يفز حتى الآن إلا بدائرة واحدة إضافية". في المقابل خسر المحافظون مجلسهم في ترافورد قرب مانشستر (شمال غرب إنكلترا) وبلايموث في جنوب غرب البلاد. من جانب آخر أظهرت النتائج الأولية انهيارا لحزب يوكيب (-44 مقعدا)، الحزب المناهض لأوروبا والمعارض للهجرة والذي كان يواجه تراجعا منذ قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء العام 2016 الذي حرمه من ابرز سبب وجوده. وتمكن الليبراليون الديموقراطيون أيضا من الفوز بمقاعد في ريتشموند في جنوب غرب لندن على حساب المحافظين. وكان يجري التنافس على أكثر من 4300 مقعد في نحو 150 مجلس محلي في بريطانيا خصوصا في المدن الرئيسية مثل لندن ومانشستر وليدز ونيوكاسل. وبعض المجالس المكلفة خصوصا مسائل التعليم وإدارة النفايات يجري تجديدها بكاملها وأخرى يجدد ثلث أعضائها أو نصفها فقط. وجرت هذه الانتخابات الخميس بعد أيام فقط على استقالة وزيرة الداخلية امبر راد المفاجئة اثر فضيحة بخصوص معاملة المهاجرين من اصل كاريبي الذين وصلوا الى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت مسالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المرتقب في نهاية مارس 2019 حاضرة في خلفية هذه الانتخابات المحلية.