الصواريخ الباليستية الإيرانية التي يستخدمها الحوثيون في اليمن وحدت الموقفين الأمريكي والأوروبي لممارسة الضغوط على نظام «ولاية الفقيه»، بعد أن وجدت الدول الأوروبية نفسها أمام خيارات صعبة دفعتها للاتساق مع موقف واشنطن، إذ بات العالم الآن يبدي قلقا كبيرا تجاه الأدوار التي تقوم بها طهران على الساحة الإقليمية، إضافة إلى منظومة صواريخها الباليستية. التحرك الدولي الجديد لإدانة إيران وانقلاب المنظومة الأوروبية عليها بعد أن فشلت مساعيها لدى طهران لتقليص مخاوف المجتمع الدولي إزاء منظومتها الصاروخية وأدوارها الإقليمية الداعمة للتنظيمات الإرهابية والمسلحة في بعض دول المنطقة، ودورها في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. التحرك الأوروبي ضد إيران بسبب منظومتها الصاروخية الباليستية واستخدامها ضد السعودية أعقب إعلان الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي تقوم على فرض ضغوط على إيران لتعديل الاتفاق النووي بما يسمح بتشديد الرقابة على أنشطتها النووية وفرض قيود إضافية تمنعها من محاولة الالتفاف على الاتفاق أو تطوير قدراتها النووية بعد مرور 10 أعوام، مع اتخاذ خطوات إجرائية على الأرض لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة ودعمها للتنظيمات الإرهابية، وفرض عقوبات مشددة على الحرس الثوري باعتباره الأداة الرئيسة التي تستخدمها إيران في توسيع نطاق نفوذها. ولا شك أن المنظومة الصاروخية الإيرانية وسعت نطاق الخلافات بين طهران والدول الأوروبية، وتقليص أهمية التوافق القائم بين الطرفين حول ضرورة استمرار العمل بالاتفاق النووي، وهو ما اتضح من خلال تغيير الدول الأوروبية سياستها إزاء الملالي باتباع نهج أكثر شدة. ولاشك أن التناغم الأمريكي الأوروبي الداعي لضرورة التحرك ضد إيران بسبب منظومتها الصاروخية وتصديرها للإرهاب، سيعيد رسم المشهد الدولي من جديد عبر تحرك مجلس الأمن واتخاذ قرارات تدين السياسات الإيرانية وتصديرها للصواريخ الباليستية لميليشيا الحوثي الإرهابية. التطورات في الملف الإيراني من شأنها بلورة واقع جديد في الشرق الأوسط، فإن نجت طهران سابقا من العقوبات الأمريكية فإنها لن تنجو هذه المرة، من خلال فرض أوروبا عقوبات اقتصادية وسياسية عليها لتقليم أظافرها وتحجيم دورها.