أكد تقرير صادرعن مجلة "ناشيونال انترست" الأميركية، أن العجلة الإيرانية في تصنيع الصواريخ الباليستية وعدم الاكتراث بالتنديدات الدولية، جاءت كنتيجة حتمية للحرب الدموية والمكلفة التي خاضتها إيران ضد العراق إبان حقبة الثمانينات من القرن الماضي، ورسمت تفكيرها الجديد منذ ذلك الحين. وأشار التقرير إلى أن تاريخ الصراع الدموي بين إيرانوالعراق امتد لعقود سابقة، بعد أن خاض البلدان حربا اعتبرت تاني أطول الحروب في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى، كما أنها تشابهت معها من خلال سياسة الاقتتال والتخندق، وشن الهجمات الفردية والاعتداءات العشوائية على المواطنين، بالإضافة لاستخدام العراق أسلحة كيميائية ضد الجنود والمواطنين الايرانيين. ولفت التقرير، إلى أنه على الرغم من محاولات ايران الحثيثة لتصدير ما يعرف بالثورة الى دول الخارج، وهو الهدف الذي لا يمكن أن تنساه ايران في أي مواجهة أو صراع تخوض فيه، إلا أن الحرب العراقيةالايرانية خلفت مخاوف عميقة لدى نفوس الايرانيين وزادت من رعب الاستهداف الخارجي، الأمر الذي دفعها بالتفكير في أي خطوات تحفظ لها ماء الوجه. إعادة التمركز أوضح التقرير أنه منذ الاعتداءات التي جدت في سفارة أميركا بطهران عام 1979، زادت تلك الأحداث من عزلة إيران وعجزها في تصنيع أسلحة تكون رادعة لها، كما أن زيادة حدة التوتر بين البلدين وفرض واشنطن حظرا دوليا لتوريد الأسلحة إليها عام 1983، انعكس على انقطاع نقل الخبرات التكنولوجية الأميركية إليها، وأتى في وقت كانت فيه ايران في أشد الحاجة إلى تلك الصواريخ أثناء حربها مع العراق، منوها بأن الأخطار الإقليمية المحدقة بها وانتهاج مبدأ الاعتماد على الذات، وردا على منع أميركا بيع الأسحلة لها وتسهيلها إلى حلفاء آخرين، هو ما دفع بساسة طهران للتفكير في تسريع تصنيع الصواريخ الباليستية. وأضاف التقرير إن "ترسانة الصواريخ الباليستية لدى النظام الإيراني، لم تلق اهتمام العلماء المختصين في المجال النووي، غير التحليلات التقنية فحسب، في وقت تعتبر فيه تلك المنظومة من أخطر التصنيعات الصاروخية، مشيرا إلى أن الصواريخ الباليستية ينظر إليها على أنها جزء من المشروع النووي الايراني، والتي صممت لتكون قادرة على حمل رؤوس نووية، في حين يرى خبراء أن البرنامج الصاروخي الايراني معقد للغاية، وقد أعد للرد على اي تهديد أمني تتعرض له البلاد. مهام الحرس الثوري أوضح التقرير أن اتفاق ما يعرف بمجموعة "5+1" الذي أبرم في يونيو عام 2015، وضع على سلم الأولويات مسألة الصواريخ الباليستية الايرانية، حيث إنه قبل توقيع الاتفاق كانت الصواريخ الايرانية قد استحوذت على قلق القوى العظمى، في وقت ما انفك فيه الحرس الثوري الايراني على إدارة تلك البرامج الصاروخية، الأمر الذي أدى به للمحاصرة الدولية وفرض عقوبات دولية بسبب نشاطاته الارهابية في المنطقة. وتطرق التقرير إلى أن مسألة التركيز على هذا الاتفاق بات مكثف في واشنطن، وذلك حينما دفعت ادارة اوباما لانهاء كل الخلافات حوله، إلا أن هنالك أصوات تعالت ونادت بتمديد جولة جديدة من العقوبات على إيران من أجل ثنيها على تطوير القدرات الصاروخية، في حين نادى القسم الاخر بضرورة استعمال الصواريخ الاميركية المضادة للصواريخ الباليستية. عواقب المواجهات أبان التقرير أن كلا الخيارين اللذين نادت بهما الأصوات الأميركية، يمكن أن يؤديان لنتائج مجهولة، بحيث إن مسألة تمديد العقوبات يمكن أن يدفع طهران لإلغاء الاتفاق النووي، أما مسألة اعتراض الصواريخ الباليستية يمكن أن يؤدي إلى احراق المنطقة بأسرها، وهو الامر الذي يتحجج به المدافعون عن انشطة ايران في أغلب تحليلاتهم، ويشرعنون لها تطوير قدراتها الصاروخية. وينقل التقرير عن بعض الخبراء قولهم "إن مسألة تصنيع الصواريخ الباليستية يشبه إلى حد كبير السعي وراء تطوير الصواريخ النووية بحيث أن كلاهما يمكن أن يستخدم في عمليات الردع أو التهديد ضد من تدعي إيران بأنهم أعداء"، وهي الخطوة التي تسنتد عليها إيران من أجل التلويح بالأنظمة الصاروخية لديها، بهدف تهديد القوى الإقليمية التي تشكل خطرا عليها. أسباب تعجيل التسلح الصاروخي 1- مخاوف حرب الخليج الأولى المتراكمة 2- الرد على منع توريد الأسلحة إليها 3- غياب الخبرات الغربية 4- القلق من العزلة الإقليمية