من سنن الحياة الاختلافات بين البشر، سواء كانت مادية أو معنوية، وما كان ذلك التباين إلا للتعارف وتقبّل الآخرين كما هم، وعلى الرغم من كل هذا الاختلاف بيننا فإنه من حقك في هذه الحياة أن تُبدي رأيك، ولكن ليس من حقك أبداً أن تفرضه على غيرك مهما كان تمسكك به قوياً جداً. لأن الحياة عبارة عن آراء مختلفة ومتبادلة ولولا الاختلافات بيننا لما كنا نتقدم أو نتعرف على بعضنا أكثر! فإذا كنت من محبي تناول الليمون وتجده لذيذ الطعم، فلا ينبغي عليك أن تفرض رأيك علي وتُقنعني بأن طعم الليمون حلواً كما تتذوقه أنت!.. أخبرني أنه حلو المذاق ودع الباقي علي، فإما أن أتذوقه يوماً ما واتفق معك أو أن أُخبرك بأنني لا اُفضله وكل منا يذهب في طريقه دون أي جدال أو فرض رأي! المريب في هذه الأيام أن هناك الكثيرين ممن تجدهم يتعصبون كثيراً لأمرٍ ما، بل ويريدون من الجميع أن يسيروا على نفس الموجة التي يريدونها، دون المشاركة برأي، فتجدهم يقمعون اختلاف الآراء، ويريدون ألا تكون هناك حرية شخصية لأحدٍ آخر سواهم، ودائماً ما يقومون بتعنيفك وإخضاعك لآرائهم على الرغم من أنها خاطئة ولا تعبّر عن رأيك الحقيقي، فقط من أجل أن يكونوا على صواب دائماً. للأسف، فإن هذه الفئة هي سبب تخلفنا ورجوعنا للوراء، لأن أفرادها هم من يُقيدون الحياة بمقاليد الرجعية والسيطرة والاستبداد وهم سبب الكثير من المشكلات والاختلافات غير السلمية، تلك الاختلافات التي تأتي بالعديد من الأشياء السيئة والمؤذية للجميع. فعندما تواجههم في حياتك حاول أن تتجنبهم وألا تتحدث معهم حتى وإن كان في جعبتك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين التي تدعم صحة كلامك وتثبته لأنهم وبطريقة ما سيجعلونك تندم على حديثك معهم، وكيف لا، وهم يظنون أنهم خُلقوا كالملائكة لا يبدر منهم أي خطأ؟ كن حذراً منهم في حياتك، ولا تحاول أن تُقحم نفسك في النقاش العقيم مع هذه الفئة المريبة، وتعلم أن تتجاهل كل أحاديثهم وعش بعيداً عنهم! [email protected]