قد يردد البعض أن كل شيء جميل ورائع بحلاوته يكون ممزوجا بالملح! ملوحته تعكر عليك حلاوته. حقيقه نتداولها كثيرا وبعضنا يؤمن بضرورة وجود الملح لإنعاش الحيوية في حياته. وهذه هي الحياة جميلة ومن عليها هم الأجمل ولكن تمر عليك أوقات تتذوق منهم الملح فلم يعد طعمهم كالسابق. في الحقيقة، هم ليسوا بدعا من البشر بل نحن كلنا معجونون بالخطأ فلسنا ملائكة معصومين.. فقد يكونون قريبين جدا منك كالوالدين والإخوة أو شريك الحياة، أو من اتجاه آخر كالأقارب والأصدقاء. في الجملة، هم أناس ننعم بقربهم ونأنس بمجالستهم ونتقاسم الهواء من حولهم. في الواقع، نتوقع دائما أن كل شيء جميل نحبه يجب أن يبقى دائما وأبدا كما نحب وكما نريد وبالشكل الذي صممناه فهو غير قابل لإعادة تدوير أو إعادة هيكلة! فعندما نحب شخصا نريد منه أن يكون تماما كما نريد وعلى وتيرة واحدة متجردا تماما من طبيعته البشرية ومن الظروف الخارجية المحيطة به، وبالمقابل الجميع قد يتطلب منّا هذا ونحن لا نشعر! كتبت (كريستينا فيلدمان) في كتابها Voices from the Heart في زيارة لجزيرة إستوائية خلابة تبدو وكأنها لا يوجد بها عيوب ماعدا واحدة: تنمو بعض الشجيرات السامة في العديد من الأماكن العامة على الجزيرة. وإذا سقطت قطرة واحدة من هذه الأشجار على الجلد يمكن أن تدخل في صدمة. وكان يتم تحذير الزائرين من هذه الأشجار، لكن كريستينا سألت أحد سكان الجزيرة:إذا كانت هذه الأشجار سامة فلماذا لا يتم قطعها؟ فأجابها الرجل: ولماذا يجب علينا فعل هذا؟ إن هذه الأشجار توجد قبلنا وهي جزء من المنظر الطبيعي لجزيرتنا، ويجب أن نأخذ الحيطة حيالها. فإذا كانت الطبيعة قد تقبلت وتكيفت مع نمو مثل هذه الأشجار السامة الثابت إيذاؤها، فمن باب أولى ونحن بشر لنا عقول أن نتقبل مثل هذه التغيرات التي يمكن أن تطرأ على من حولنا تحت ظرف معين أو ربما من طبيعتنا البشريه فتذوق ملحهم يعيد لنا الاستمتاع جيدا بطعم السكر. بحق، وجود مثل هذه الشجيرات في حياتنا تكسب حياتنا طعما ونكهة. تعلمنا أننا جميعا مرتبطون ببعضنا الآخر بطريقة تقبل الآخر كما هو دون محاولة لتغييره والتكيف مع بعضنا، والرضا فيما بيننا، إضافة إلى ذلك، التغاضي عن بعض الأمور الصغيرة مالم تكبر. لأننا- كلنا- أتينا بطريقة مختلفة وعقلية مختلفة عن الآخر ومكان مختلف، وهذه الاختلافات من وجهة نظر علمية هي سر تجاذبنا. كما أن للمغناطيس قطبين تتجاذب منهما الأشياء وتتنافر، فعندما يحصل تجاذب تكون الأقطاب مختلفة وتتنافر عندما تكون الأقطاب متشابهة.. فلو تشابهنا في كل شيء لما اسمتعنا بوجودنا سويا في هذا العالم. سيصبح كل شيء صورة منك فلا جديد يجذبك ولا مثير يشدك! فاختلافانتا ضروريه لبقائنا ممتزجين مع بعض للإحساس بطعم الحياه وتذوق العالم بكأس مختلف، فكأس الحياة الحلو قد شابه شيء من الملح. هذا في حالة ما إذا كان الشجر لا يتقصد ملاحقتك وتصيد الفرص لإيذائك بسمه وإلا فاقتلعه من جذوره لتعيش آمنا سعيدا في كوكبك مسترخيا على مكامن قناعاتك