في عرف المنطق وعلى ناصية الوضوح، لا ينتظر الفرج إلا المتأزم الضعيف قليل الحيلة، وهكذا هو واقع النظام القطري وإعلامه ومرتزقته، فبينما يتظاهر بقوته وعدم تأثره من قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لا يتوانى في سوق البكائيات على شعبه الذي بات يعي تماماً أنه نظام متناقض ضعيف مشللول الإرادة يزعم أنه «لم يتأثر» ولكنه «ينتظر الانفراجة». ويعُد النظام القطري الليالي والأيام وهو يتلمس بارقة أمل ويتحرى انفراجة بعد أن تكالبت عليه ظروفه نتاج بيع كرامته للانتهازيين، وتسليمه عنقه لمن لا يجيد سوى الابتزاز والبحث عن أوهام القرون الوسطى. ولأن وزير خارجية قطر عُرف بتناقضاته الكوميدية، وكل شيء فيه يوحي بالتضاد والتناقض، لم يكن غريباً وجود عداد التلفزيون القطري لأيام عزلة الدوحة ووحشتها، موحياً بعبارة «لم نتأثر لكن ننتظر الانفراجة» التي تعكس واقع كذب هذا النظام وإعلامه وسعيهم لبيع الكذب على الشعب المغلوب على أمره وهو ينفي عدم تأثره في وقت يعد الأيام لانفراج أزمته!. إعلام قطر المحلي وقناة الجزيرة ومن تبعهم بإسفاف إلى يومٍ موعود، أصبحوا مثار تندر للقطريين قبل غيرهم، فالبكاء والعويل من ألم المقاطعة يتوازى مع التظاهر بالقوة وعدم التأثر، إذ ليس صعباً أن تجلب معارضاً سورياً وتقدمه على أنه سعودي أو تعيد مقطع «يوتيوب» من زمن ماقبل الأزمة وتجعله مادة مفبركة عن الأزمة، إلا أن الصعب فعلاً أن تجعل أحدهم يصدقك في الدوحة، وعلى مرأى أعينهم دجل إعلام قطر يصور للعالم عكس ما يعيشونه فعلياً. ولا يستطيع «إعلام الحمدين» إخفاء خطه التحريري الموحد المرسوم في «قبو المؤامرات القطرية»، إلا أن المشهد الإعلامي يشي بتكبد «تنظيم الحمدين» خسائر ضخمة جراء الصرف السخي على تلك الوسائل التي لم تستطع كسب ثقة المواطن القطري قبل العربي، ورغم مركزية إدارة أذرع الدوحة الإعلامية، بيد أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر، أربكت ما بات يعرف بإعلام «تنظيم الحمدين»، وقال المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني في تغريدة له أمس (الخميس) "نحن نمارس حياتنا بشكل طبيعي، ولم نضع بتلفزيوننا عدادًا يحسب أيام المقاطعة ولم نتباكى بالمحافل على ما جرى فمشكلة قطر صغيرة جدا جدا جدا".