بوجه أكثر شحوباً وعينين زادهما الإرهاق احمراراً، أطل أمير قطر تميم بن حمد في مجلس الشورى القطري، مكرراً خطابه الأول بعد مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، بصيغ مختلفة، بيد أن المقاطعة نالت نصيب الأسد من كلمته التي استمرت 20 دقيقة، أمس. وكخطابه في 21 يوليو الماضي، حملت كلمة تميم بن حمد في افتتاح دورة مجلس الشورى القطري ال46 جملة من التناقضات المصاحبة للخطابات الرسمية القطرية، فبلاده «بخير ألف مرة من دون الدول الأربع» بحسب تعبيره، بيد أنه أكد بعدها بدقائق أن ما يسميه «حصاراً» تارة وأخرى «مقاطعة» أثر بشكل سلبي، ورأى أنه لا يحتاج للإسهاب في شرح «تداعيات الخطوات فقد نوقشت في كل مجلس»! وبدت «التهم الإنشائية» حاضرة في خطاب الأمير الذي يعاني من تركة «عقدي تنظيم الحمدين»؛ إذ إن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب متسببة في هدم كل القيم والأعراف، ووزع التهم في كل الاتجاهات، بنبرة مرتابة. ومع تزايد حملات «الردح» لأذرع قطر الإعلامية، يشير تميم في خطابه إلى أن بلاده تسامت «فوق المهاترات والإسفاف» في الإعلام، في مشهد يوضح جلياً حالة الانفصام الكبيرة التي يعيشها من في داخل دوائر صنع القرار القطري. ولم يفت على تميم الحديث عن اختراق وكالة الأنباء القطرية التي أضحت قصتها مثار سخرية في الأوساط الخليجية، وتكرار ما قاله في خطابه الأول عن الاكتفاء الذاتي والمجتمع المنتج، بيد أنه هذه المرة سقط في فخ التناقضات كعادة الخطاب الرسمي القطري، إذ اعترف بأن نظامه عانى من مقاطعة الدول الأربع لفترة يسيرة، في وقت كان يؤكد على عدم تأثر إمارته الصغيرة بإجراءات الدول الأربع. وفي ظل هجومه على الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب واتهامه لها بالتدخل في شؤون بلاده ومحاربته في كل الأصعدة منذ الدقيقة الأولى في خطابه، يبدي أمير قطر استعداده للحوار والتسوية، ويشكر الشيخ صباح الأحمد! وخصص تميم بن حمد الثلث الأخير من خطابه، للحديث عن الداخل القطري، ليجدد وعود والده ب«الإعداد لانتخابات مجلس الشورى»، رغم أن هذه الوعود أطلت في عهد والده عامي 2007 و2013.