ألم تسمعوا تعبير: طير شلوى، لوصف شجاعة رجل ما؟ هذه أيضا إحدى حكاياتنا مع الأتراك واضطهاد الدولة العثمانية للعرب عاش أبطالها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. الثالث عشر الهجري. وهو تاريخ ليس ببعيد عنا. كانت هناك عجوز اسمها شلوى مات ابنها وله ثلاثة أطفال صغار دون سن الخامسة وقد ماتت أمهم قبل أبيهم، فلم يبقَ لهم معيلا إلا جدتهم شلوى. التي كانت تتجول بين القبائل تطلب الطعام للأطفال بعبارة تودد فتقول: (ماعندكم غداء أو عشاء لطيوري). كناية عن صغر سن أحفادها وضعفهم. وحدث أن سمع بطل مقالتنا السابقة عبدالكريم الجربا شيخ قبيلة شمر عن شلوى وطيورها وهو مشهور بين العرب بالكرم والفروسية فأمر ببناء بيت للعجوز بمحاذاة بيته. وصار يتعهدها هي وطيورها بالطعام وكل ما تحتاج إليه هي والأطفال حتى كبروا وصاروا في عمر الشباب. وفي أحد الأعوام شدّ عبدالكريم رحاله هو وقبيلته خلف الربيع جنوب سورية. وما إن نزلوا وبنوا بيوتهم حتى زارهم الدرك التركي يطلب الإتاوة التي كانت تسمى حينها الفِردة أو الودي. وقرر عبدالكريم أن يعطيهم ما طلبوه ويجنح للسلم. لكنهم سرعان ماعادوا بعد فترة بسيطة يطلبون إتاوة مضاعفة، وكان لهم ما طلبوا. مما جعل بعضهم يتجرأ ويطلب من عبدالكريم «الخاكور» وهي كلمة تركية تعني إتاوة من النساء وليس المال. نساء عربيات بهدف التسرية عن الدرك التركي. وحين سمع أحد كبار السن ممن يجلسون في مضافة عبدالكريم الجربا هذا الطلب كاد أن يجن وقال أبياتا يتمنى فيها أن تقوم القيامة لهذا الخبر الذي يهين أي نفس أبية ويسحق كرامة وشرف العرب. فما كان من طيور شلوى الثلاثة إلا أن زلزلوا المكان على الترك. حملوا سيوفهم وركبوا خيولهم ولم يضعوها إلا على رقاب الترك فطارت الطرابيش الحمر من فوق الرؤوس وانتثرت الدماء وزاد عدد الفرسان الذي التفوا حول طيور شلوى يقاتلون معهم دون العرض. وهرب من الترك من هرب وكانت معركة عظيمة دفاعًا عن عرض نساء العرب من الاضطهاد التركي. الذي نجد بيننا اليوم من يدافعون عنه ويبررون له. Mayk_0_0@ [email protected]