Mayk_O_O@ ببالغ الأسى تنعى الصحف والبرامج الإخبارية ضحايا حوادث الإرهاب عقب كل هجوم إرهابي على مدينة عربية، كما حدث قبل أيام في مدينتي طنطا والإسكندرية، وتعلن الحكومات سياسات الطوارئ وحظر التجول، ثم تتوقف التحليلات السياسية والاجتماعية لظاهرة الإرهاب بعد مضي وقت بسيط ونعود للنسيان حتى الهجوم القادم. بينما في قارة أفريقيا الغارقة في الظلام والجوع والمرض، هناك رجل يعمل بصمت واقترب من القضاء على فرع داعش في دولته، وسأوجز القصة فيما يلي لعلنا نتعلم منها شيئًا. بوكو حرام جماعة إرهابية تقدم نفسها كحركة إسلامية وزعيمها شيكاو بايع البغدادي زعيم داعش، وزاد من التنكيل بأهالي القرى في النيجر، وقام بتفجير المدارس والأطفال داخلها، واختطف البنات ثم فخخهن وقام بإرسالهن للمساجد والكنائس والأسواق بغرض تفجيرها. بعد مدة عزل البغدادي المجرم شيكاو ونصّب داعشيا آخر يسمى البرناوي أشد إجرامًا. لكن شيكاو رفض السمع والطاعة للبغدادي، ونشب صراع عنيف بين شيكاو وأتباعه وبين البرناوي الذي يدعي أن شيكاو ترك جماعة بوكو حرام للجوع والقتل، بينما كان هو محميًّا ويتمتع بالمال والطعام والنساء. هذه بإيجاز حكاية داعش فرع النيجر أو حركة بوكو حرام. بدأ آخر فصول القصة بالانتهاء حين رشح الزعيم محمد بخاري نفسه لرئاسة نيجيريا، وكانت أول وعوده الانتخابية القضاء على حركة بوكو حرام. توقع المحللون السياسيون أن يستجيب الرئيس محمد بخاري لأنه من أصل إسلامي متدين لحركة بوكو حرام ويستجيب لطلباتهم وينفذ أجندتهم. لكن هذه الأصول الإسلامية للرئيس محمد بخاري قربته من الإسلاميين المعتدلين الذين دعموه في حربه ضد الإرهاب. وبعد أسابيع قليلة من رئاسته طردت القوات النيجيرية بوكو حرام إلى خارج القرى، وبدأ المسلحون في بوكو حرام بتسليم أنفسهم لتشادوالنيجر والعودة لأوطانهم بعد ترك السلاح. وأكد الرئيس محمد بخاري للمجتمع الدولي أن الحالة الأمنية في نيجيريا تحسنت، وأن التعاون بين نيجيريا وجيرانها وبالأخص تشاد ساهم بشكل ملحوظ في تحسن الأوضاع. بقيت أمام الرئيس محمد بخاري بعض التحديات الكبرى مثل سرقة النفط وتهريبه جنوب البلاد عبر غينيا. ومشكلة البطالة التي تسببت في استدراج الشباب العاطل للإرهاب. وهو يعمل الآن على تحويل اقتصاد نيجيريا إلى الزراعة والتعدين للقضاء على البطالة ثم إغلاق الباب على الجماعات الإرهابية التي تجند الشباب العاطل في صفوفها براتب ثابت وحوافز. أخيرا أحب أن أختم حكاية بوكو حرام على أمل إغلاق ملفها للأبد. بمقولة الرئيس النيجيري محمد بخاري: «أعتقد أن بوكو حرام أطلقت النار على نفسها عندما قدمت نفسها عبر أيديولوجية دينية ثم قتلت الأطفال في مدارسهم وقتلت أهلها في المساجد والكنائس، بينما تصرخ الله أكبر وهذا تناقض كبير، حيث إن الدين الإسلامي يحرم الاعتداء على الأبرياء». [email protected]