يؤكد المراقبون أن المظاهرات الشعبية العارمة المندلعة حاليا في إيران، التي طالبت للمرة الأولى بالإطاحة بالمرشد خامنئي، إضافة إلى هتافات بإسقاط حسن روحاني، هي ثورة داخلية بحتة ضد نظام ولاية الفقيه الإرهابي وطواغيته، ولاعلاقة لها بما يسوقه الإعلام الإيراني الطائفي بتدخلات أو دعم خارجي، كما يشيع النظام الإيراني المترنح الذي تعوّد أن يلقي الاتهامات جزافا ضد الدول الخارجية، قبل انطلاقة الثورة الحالية وبعدها أيضا، فتارة يتهم الغرب بتدخله في شؤون إيران، وتارة يزعم بأن السعودية تدعم المتظاهرين. والسعودية لديها موقف ثابت لا يتغير من مسألة التدخلات، وسياستها مبدئية لن تحيد عنها أبدا، خصوصا أن إيران تحاول استثمار فكرة «المؤامرة الخارجية» -على حد زعهما- من أجل إسكات الإيرانيين، ومنع احتجاجهم على سياسات نظامهم الحاكم الاستبدادي.. النظام الإيراني يستميت في رفع معنويات زبانيته وجيشه الطائفي، بتسويق هذه المزاعم والأكاذيب. وهو يعلم أن الانتفاضة الحالية هي ثورة داخلية، جاءت نتاجاً لافتقاد الإيرانيين لمقومات الحياة الكريمة والقمع والتعذيب والقتل.. الثورة الحالية هي نتيجة تراكمات عقود، لأن الشعب الإيراني أصبح لديه يقين أن النظام الإيراني أنفق مليارات الدولارات على حروب طائفية في الخارج قتل الآلاف في سورية والعراق واليمن، فيما يعيش شعبه وضعاً اقتصادياً سيئاً، وهناك 11 مليون إيراني مهمشون، وأكثر من مليون ونصف المليون إيراني مدمن للمخدرات. لقد ساهم النظام الإيراني في القتل والتشريد والإبادة الطائفية في عدد من الدول العربية، ورجال الدين في إيران اليوم يتسترون على الاحتجاجات، حفاظا على مكاسبهم ونفوذهم؛ لكن هناك أصواتاً بدأت بالخروج والتحذير من ممارسات النظام من داخل المرجعيات الدينية ومن داخل أوساط الباسيج الإيراني الذي يواجه انشقاقات داخلية إيذانا بنهاية نظام ولاية الفقيه. إيران تقمع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أسبوع عن طريق استخدامها للقوة المفرطة بزعم أن المتظاهرين مدفوعون من الخارج من خلال توزيع الاتهامات المجانية ضد السعودية. في الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2009 اتهم النظام الإيراني السفارة البريطانية في طهران والأمريكيين، بأنهم وراء الثورة الخضراء.. والاحتجاجات التي تشهدها إيران اليوم يزعمون بأن وراءها دولا خارجية. إن الزج بالدول الخارجية ما هي إلا محاولة أخيرة من النظام الإيراني لإنقاذ نفسه وهو يعلم جيدا أن النهاية اقتربت.. رسالتنا للعالم ولنظام ولاية الفقيه أن السعودية تعمّر.. لا تدمّر.