ليس أمام نظام خامنئي إلا خيارات محدودة بعد ثورة الشعب الإيراني عليه، إما الهروب أو الانتحار أو مواجهة القتل والسحل على غرار الطغاة والطواغيت، ومع استمرار المظاهرات في جميع أنحاء المدن، يبدو أن الشعب الإيراني انتفض وصب جام غضبه على كل التيارات، المحافظين والمعتدلين، والمرجعيات الدينية، ما يؤشر على أن سقوط النظام الإرهابي الإيراني مسألة وقت فقط، وليس أمام نظام الملالي إلا السقوط أمام هذا الغضب الشعبي. اليوم يدفع نظام ولاية الفقيه ثمن تدخلاته في الشؤون الداخلية العربية ودعمه للميليشيات الطائفية وسجنه لمئات الآلاف من المعتقلين، لقد تفشى الفساد في كل الدولة الإيرانية، وأصبحت جميع القوميات والأعراق تواجه أقسى حالات الظلم. ومهما حاول النظام تصوير المظاهرات كونها تعبيرا عن الوضع الاقتصادي وهذا كذب وافتراء وتضليل، لأن هناك شعوبا كثيرة لديها مصاعب اقتصادية، لكنها لا تنتفض في وجه السلطة، إن انتفاضة الشعب ضد نظام مارق ظالم حكم تحت ما يسمى بولاية الفقيه. والذي نستغربه غياب منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية عما يجري في إيران من قتل واعتقالات وسفك للدماء، ولماذا سكتت هذه المنظمات حتى الآن على ما يجري من قتل واعتقالات وتهديدات بالإعدام، وهو ما يؤشر على ازدواجية المعايير لدى هذه المنظمات التي تقتات من وراء النظام الإيراني وحلفائه. لقد تورط النظام الإيراني في جرائم القتل والإرهاب في سورية والعراق ولبنان واليمن، وتجاهلت منظمات حقوق الإنسان كل تلك الجرائم.. لقد قدمت ثورة الخميني نفسها بأنها ثورة تصحيح وهي عكس ذلك تماما، وتورطت في مشاريع طائفية فوضوية ونحن نرى ما يجري الآن «ثورة على الثورة» وكعادة النظام الإيراني في الكذب والتدليس والاختلاقات ورمي الاتهامات جزافا، فإنه يزعم أن المملكة وراء المظاهرات والاحتجاجات، وهذا الاتهام جائر وغير صحيح؛ لأن المملكة في الأساس لا تتدخل في شؤون الآخرين، وهذه الاحتجاجات تعبير عن مظالم داخلية متراكمة منذ عام 1979، والسعودية ملتزمة بسياسة عدم التدخل في شؤون الدول، وفي نفس الوقت ترفض التدخلات في شؤونها الداخلية. وعلى الدول العربية والإسلامية التحرك المشترك لردع إيران. بعدما ردد الشعب الإيراني بصوت واحد.. خامنئي ارحل.. لقد بدأ زمن الثورة على الثورة.. نظام الملالى موتوا بغيظكم.