أبدى عدد من المرضى قلقهم البالغ من شح أجهزة قياس السكر والمضخات والأشرطة وأقلام الأنسولين في المستشفيات الحكومية، وقالوا ل «عكاظ»: إنهم يضطرون لشرائها من الأسواق والصيدليات التجارية. وبحسب ظافر الأسمري، من تبوك، فإنه راجع مركزا صحيا للحصول على أنسولين «ابيدرا»، فاعتذروا له لعدم وفرته، ونصحوه بمراجعة المستشفى التخصصي، غير أنه فوجئ بذات الاعتذار، وظل يراجع أكثر من 4 مراكز صحية بحثا عن الأنسولين بلا طائل، «حاولت التواصل مع رقم الشكاوى في وزارة الصحة وتعثرت محاولاتي، جربت حظي مع الموقع الرسمي ووجدته مغلقا، الصفحة الوحيدة المتاحة هي صفحة شكر الوزير»! توعية.. بلا علاج «شهد» التي تعاني أيضا من مرض السكري، وتقيم في مكةالمكرمة، عانت من ذات الإشكالية، إذ فشلت في العثور على غيارات مضخة الأنسولين في أغلب المستشفيات والمراكز، إذ تأتي الإجابات قاطعة «لا توجد في المخازن، وحال وفرتها الوزارة يمكنكم الحصول عليها». وتضيف أنها لم تجد إجابة واضحة من قسم الشكاوى والهاتف 937، فالشكوى التي يجب أن تمضي إلى الوزارة تحال إلى ذات الدائرة، ولا يجد المرضى فكاكا غير شراء الأجهزة غالية الثمن من الصيدليات، فتدهورت صحة بعضهم، وامتلأت طوارئ المستشفيات بمرضى السكري. وفي محاولة أخيرة للفت انتباه وزارة الصحة، أطلق عدد من المرضى وسما في «تويتر» بعنوان «تجاهل الصحة لمصابي السكري»، لعل الوزارة تتحرك لمعالجة الأزمة الطارئة، لكن بقيت الحالة كما هي بلا حراك. وتستغرب شهد من الحملات التوعوية التي تطلقها وزارة الصحة بين الحين والآخر عن التوعية بالمرض، وتصف ذلك بأنه أشبه بفيلم الرعب، الذي يزيد من أوجاع المرضى وقلقهم على سلامتهم. مريضة من عسير تقول ل «عكاظ»: أنا مصابة بنوع من السكري يستلزم استخدام المضخة والقياس 8 مرات في اليوم، وبسبب عدم وفرة الشرائط لا سبيل لمعرفة حالتي، وآخر زيارة للمركز الصحي كانت في 13 /2 /1439 لم أجد المطلوب، واضطررت لتوفيرها من حسابي، ولم أعد أتحمل تكاليفها العالية، ما أدى إلى اضطراب السكري وارتفاعه التراكمي ما يهدد حياتي. الصحة لا تفي بوعدها ولا يختلف موقف حازم الحازمي (والد طفل مصاب بالسكري في المدينةالمنورة) عن بقية الحالات، فيقول ل «عكاظ» إنه استجلب قطع غيار المضخات من أمريكا على حسابه الشخصي بعدما فشل في تدبيرها في السعودية، واضطر للتواصل مع الوزارة وتم صرف استهلاك 30 يوما قبل أن تنقطع تماما، واستمرت معاناته مع أشرطة القياس منذ رمضان الماضي حتى اليوم. ويضيف الحازمي أنه تواصل مع نائب الوزير فوعده بتوفير جهاز متطور للسكري في القريب العاجل.. وما زال الطفل ينتظر الوفاء بالوعد أكثر من 5 أشهر! وتابع الحازمي أنه لم يفقد الأمل، ورفع شكواه إلى أكثر من جهة يطلب فيها توفير جهاز متطور لمداواة ومتابعة حاله ابنه، وعلم أنه متوفر في عسير وحاول التواصل مع وزير الصحة وفشلت محاولته، وأخيرا تردد وجود جهاز وخز بديل وانفتح له باب أمل جديد، وسرعان ما ذاب الأمل؛ إذ اتضح أن البديل غير متوفر. ويتخوف مرضى السكري في أن يؤدي عدم وفرة الأنسولين وأشرطة القياس و«الكيتون» إلى مضاعفات خطيرة تؤثر في سلامتهم وفي وظائف الكلى واعتلال الشبكية. «عكاظ» تواصلت مع العلاقات العامة في وزارة الصحة لسؤالها عن شح علاجات السكري، لكنها فضلت الصمت حتى لحظة إعداد التقرير.