يظن نظام الحمدين أن تحويل دويلة النتوء الترابي «قطر» إلى مطار عسكري مليء بالطائرات التي لا تطير، سيجعلهم دولة ذات هيبة ومكانة في المنطقة، إذ لطالما حلموا أنهم إسرائيل أخرى تستطيع أن تعربد وتفعل ما تشاء معتمدة على قوتها العسكرية. هم بالتأكيد تحولوا إلى إسرائيل أخرى في المنطقة، إلا أنها ليست المتفوقة عسكريا وتكنولوجيا بسواعد أبنائها، بل أخذوا منها سياسات وممارسات «الترانس فير» بالترحيل القسري للسكان الأصليين، فطردوا أبناء القبائل والعائلات وسحبوا جنسيات الأعيان وشيوخ العشائر، واستبدلوهم بمرتزقة من عرب الشمال وإيران وكينيا والصومال وموريتانيا، إضافة إلى الإرهاب والاغتيال لتنفيذ سياساتهم على الأرض، إنها نفس السياسة الصهيونية التي تبنتها تل أبيب مع الفلسطينيين. الدوحة أرادت أن تغطي سوءتها السياسية وتآمرها على جيرانها بتوريط أمريكا الدولة العظمى في بناء قواعد عسكرية على أراضيها، إلا أن ذلك جعل من الدوحة مجرد فندق أو بنسيون للمجندين والمجندات الأمريكيات، بجانب استقدامهم لمرتزقة الإعلام العربي، ومقاتلي بلاك ووتر والحرس الثوري الإيراني وأخيرا الجندرمة التركي. خلال عدة أشهر فقط أعلنت الدوحة عن شراء ما يصل إلى 72 طائرة إف-15 كيو. إيه من الولاياتالمتحدة مقابل 21.1 مليار دولار، كما أعلنت عن شراء عدد متزايد من الرفال الفرنسية وصلت لما يزيد على 35 طائرة كلفت مليارات أخرى من اليورو. ولكي يعرف القارئ الكريم لماذا ستتحول تلك الطائرات إلى مجرد خردة في مدرجات الصحارى القطرية، مثلها مثل الملاعب الرياضية التي يتم إنشاؤها حاليا لاستضافة بطولة كأس العالم المهددة إقامتها بسبب الفساد الذي صاحبها، عليه أن يعي أن الطائرات الحربية تحتاج عند الإقلاع لمجال جوي واسع جداً تستطيع معه الدوران والمناورة والعودة إلى مطارها الأساس. هذا المجال الواسع المحيط بقطر تتداخل فيه دول «السعودية والإمارات البحرين»، ومن المؤكد أن هذه الدول لن تسمح لدولة معادية لها محتلة من إيران وتركيا أن تدخل مجالها الإقليمي، وليس أمام الطيارين المستأجرين من «صربيا» لقيادة تلك الطائرات، إلا الإقلاع باتجاه إيران والدخول في مجالها الجوي ثم العودة منه وهذا يؤكد أن قطر محتلة من إيران. لذلك كل طائراتها الأمريكية والفرنسية والبريطانية التي اقتنتها يمكن تصويرها وتزيين صوالين قصور تنظيم الحمدين بها، لأنها بالأساس ليست سوى «منظرة» ورشاوى تم شراؤها من أجل إرضاء عيون للدول المصنعة لها. هناك فرق لم يستوعبه النظام القائم «مؤقتا» في الدوحة، بين أن تكون دولة محترمة، أو مجرد مستودع للمجندات والمجندين ولطائرات لا تطير ولا تستطيع أن تقوم بصيانتها، وليس لديك الكوادر الوطنية المدربة لقيادتها. تعتقد الدوحة أن شراء الأسلحة وتكديسها شبيه بشراء «هارودز»، حيث تباع الأجبان والأسماك المجففة، أو الفنادق على السواحل الفرنسية، صناعة الجيوش يسبقها صناعة الدولة الحقيقية كاملة الأركان، من شعب أصيل ومؤسسات يديرها مواطنوها وانتهاء بجيش وطني ذي عقيدة إسلامية عربية خليجية، قبل أن تجلب النائحة والمستأجرة وتملأ المستودعات «بسكراب» لن يستخدمه أحد. إن هيبة السلاح يا تنظيم الحمدين، هي أن تكون في يد من يقاتل ويستشهد من أجل وطنه، لا في يد المرتزقة وبائعي الضمير، ولا في شرائه للزينة والتباهي به. أجزم أن حكام الدوحة لو استثمروا في إنشاء تطبيق على أجهزة الجوال الذكية وسموه «قلعة عزمي»، لكان أكثر فائدة لهم، من مليارات الغاز الحرام التي أنفقوها من أجل الفرقة والخيانة والتآمر على أبناء شعبهم أولا والخليجيين والعرب ثانيا. [email protected]