ضم كتاب «سوبر ماركت الربيع» مجموعتين شعريتين باللغتين الإسبانية والفرنسية، كتبت ما بين 1997 - 2002، للكاتب الأرجنتيني بيدرو ميرال (ولد عام 1970) الذي اشتهر أكثر برواياته. وتتضمن تلك القصائد الطقوس اليومية لمواطن مستهلك يحكيها بطريقته الخاصة تجمع بين الانزياح والمجاز، لتعبر عن انقراض قيمة الأشياء، وتحولها إلى ضرر نفسي دائم، للتأكيد على الآثار السلبية للسياسات المفرطة في «الليبرالية» بالأرجنتين خلال التسعينيات، والأزمة الاقتصادية التي تلت ذلك نهاية عام 2001. تتحدث تلك القصائد عن شرخ بين واقع براق وحقيقة تقود إلى الأسوأ، عالم تختلط فيه في بعض الأحيان الحياة والبقاء على قيد الحياة، لتشكيل حياة غير واضحة، تغيب عنها القدرة على التحمل. هل بإمكان الشعر أن يقاوم التوحش المادي؟ على الرغم من كل شيء، لا يتردد ميرال في اختراع حياة شعرية غنائية، ساخرة من العلامات السلبية المستمدة من أكثر السجلات تنوعا، مازجا بين الكلاسيكية اليونانية وتفاهة الثقافة الاستهلاكية المهيمنة. ولم ينس الشاعر في نهاية ديوانه، الصادر عن دار «أتوليي تيلد سلسلة لوليتا فالديس» بفرنسا، أن يؤكد أن «هذا الكوكب الدائري الذي نقيم فيه لم ينطفئ تماما»، لعل الضمائر الحية تستيقظ، قبل فوات الأوان لتنقذ ما تبقى من الإنسان.