ودعت العاصمة المقدسة، أمس (الجمعة)، الشاعر إبراهيم خفاجي، إثر معاناته مع المرض طوال الأشهر الماضية؛ إذ بدأت حالته الصحية بالتدهور في شهر سبتمبر 2017، ما دفعه إلى أن يتوسّد السرير الأبيض بمدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة، وبعد أن تدهورت حالته أكثر تم إدخاله العناية المركزة واستمر فيها حتى قبل وفاته، وقد منع الأطباء الزيارة عنه حتى توفي أمس (الجمعة)؛ إذ صلي عليه في الحرم المكي الشريف ودفن في مقبرة المعلاة بمكةالمكرمة. «سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء.. مَجّدي لخالقِ السّماء.. وارفعي الخَفّاقَ الأخضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ المُسَطَّرْ.. رَدّدي اللهُ أكْبر يا مَوطِني» واحدة من أهم وأبرز قصائد الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي، لم يتردد الشاعر في كتابة النشيد الوطني حينما كلف به، بل وحتى صياغته بشكل يلائم السلام الملكي، حتى أصبح النشيد الوطني الرسمي للمملكة العربية السعودية، الذي بث على الإذاعة رسمياً في عام 1404. ولد إبراهيم عبدالرحمن خفاجي سنة 1926 في مكةالمكرمة، درس وعمل في أكثر من مكان متنقلاً بين مدن المملكة حتى تقاعد عام 1389، انطلقت موهبة خفاجي بأول نص غنائي «ياناعس الجفن لبيه» من ألحان الموسيقار طارق عبدالحكيم سنة 1364 بعدها غنى للشاعر الغنائي أبرز الفنانين السعوديين كالراحل طلال مداح في أغنيته الباقية «تصدق ولا أحلف لك» ولمحمد عبده في الأغنية الشهيرة «لنا الله» كما تعاون مع كل من الفنانة صباح، وسميرة توفيق، وهيام يونس، وكل من الفنان وديع الصافي وعبادي الجوهر وعلي عبدالستار. كتب الخفاجي للفنان محمد عبده أكثر من عشرين أغنية منها «ما لي وما للناس، ظبي الجنوب، ناعس الجفن، ودع اليأس، أشوفك كل يوم، الود طبعي». كما قدم لطلال مداح باكورة من القصائد منها «شكوى لله، مر بي، كيف أنساك، تعداني وما سلم»، لقب خفاجي بمرحلة من حياته بشاعر الهلال السعودي «فإن الفن منبعه الهلال.. إذا لعب الهلال فخبروني.. أمتع ناضري بهلال نجد فمن قمصانه خلق الكمال». يعد خفاجي من المؤسسين لنادي الهلال السعودي؛ إذ تولى منصب نائب رئيس النادي لفترة من حياته. إبراهيم الخفاجي من الشعراء القلائل الذين التزموا بالقيمة الغنائية للقصيدة، القصيدة التي كتبها لا يمكن أن تحيد عن مزاجيته الخاصة، التي ولج بها إلى قلوب الناس دون تردد. كوّن خفاجي مع المتذوق رابطا خفيا وعلاقة متينة لا يمكن كسرها رغم الرحيل الذي غيّب الشاعر أمس (الجمعة) الموافق 24 نوفمبر 2017 بمكةالمكرمةمسقط رأسه عن عمر يناهز 91 سنة، بعد معاناة مع المرض لأشهر عدة، رحل شاعر الوطن ولم ترحل ذكراه، باقية بقاء حب هذه الأرض في قلوب مفارقيه. من المصادفات الجميلة، أن النشيد الوطني الذي ارتبط به إبراهيم خفاجي بثه التلفزيون السعودي في يوم الجمعة من العام 1404 ليتوفى يرحمه الله بعد 35 عاما من بث النشيد الوطني، وذلك يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017.