سمعنا وقرأنا نداءات الأندية لجماهيرها في دعم الهلال اليوم في مُباراة الذهاب لنيل كأس آسيا، وعلى ذات الفعل كانت النداءات تخرج من أفواه وأقلام نقاد كُثر لا يرتبطون بالهلال قُرباً ولا تشجيعاً، كما كانت لغة أغلب جماهير الأندية عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي الدعوات الصَّادقة بأن يتوَّج الهلال بالكأس، فهو الأحق بلغة الأرقام، كما أنَّهُ الأميز أداءً. هذا الدعم الذي كان مطروحاً وبكثافة خلال الأيام الماضية لم يجد ما يُناسبه من التقدير والشكر من (بعض) إعلام الهلال وجماهيره، أكرر (بعض) إعلام الهلال وجماهيره ولم أقل إدارته، فهي تعي تماماً هذا الدعم وتُقدره في أكثر من مُناسبة، كما أنَّ الإدارة الهلاليَّة تُدرك تماماً أهميَّة أن يأتي الإنصاف والدعم من خارج الوسط الهلالي في مهمَّة كبيرة للهلال، فالذكاء هو مُبادلة ذلك بالشكر والتقدير لا بالتسفيه، ولذا كانت الإدارة الهلاليَّة حكيمة وهي تستشعرُ ذلك وتُجاهرُ بشكرها وتقديرها. أعودُ لبعض جماهير الهلال وبعض إعلامه الذين ما فتئوا عن الإساءة للهلال وهم لا يعلمون أو هم يعلمون، ولكن داء التعالي والعظمة الذي دأبوا عليه كان هو الأقوى ومنعهم من مُبادلة الشكر والتقدير لتلك الأندية والإعلام والجماهير التي ساندت وستُساند الهلال في مسيرته في آسيا، فلغتهم المقروءة والمسموعة لا تخرج عن «لا نحتاج لدعمكم» أو «انتبهوا لفريقكم أحسن» أو «زعامة الهلال في غنى عنكم»..! إنَّها لغة مملوءة بداءٍ غريب لا يمكن أن يتعافى منه بعض جماهير الهلال وبعض إعلامه، بل هي ثقافة عداء لا تنتمي لمفهوم الرياضة بأيِّ صلة..! فالوطن واحد والأخوة جامعة والمحبة هي الهدف، لكن البعض لا يستشعر ذلك، بل يضع الكرة منبعاً للكراهية ومسلكاً لإقصاء الآخر، بل وعدم مُبادلته الحب والتقدير..! إنني ناصحٌ هنا لهؤلاء، وأرجوا منهم قبل ذهابهم لدعم هلالهم وتشجيعه مساء اليوم أن يجدوا طريقاً للخلاص من هذا الداء الذي استشرى في تفكيرهم والتحلل منه، فلا تستوي زعامة بكراهية ولا يستوي تفوق بعظمة وتعالٍ، فالهلال بإنجازاته وبطولاته وما قدَّمه من لاعبين أفذاذ لا يمكن أن يكون له قرين أو مُحب يحمل هذا الداء الغريب الذي يُنفر ويطرد قبل أن يجمع ويلم، ولذا فهي فرصة لكل الهلاليين بالتخلص من هذا الداء، فهلالهم مُكتمل، وهلالهم قاب قوسين أو أدنى من العالميَّة، وهلالهم قادر على أن يرتدي حلة قشيبة في المحفل العالمي في الإمارات - بإذن الله، لكن هل هم قادرون على الانفكاك من داءٍ ظلَّ لسنوات مُلازماً لهم؟ أختم بكل الدعوات الصَّادقة بأن نرى الهلال مساء اليوم يُقدم صورة جميلة من تلك الصور التي قدَّمها في مسيرته بآسيا، وهي المسيرة القياسيَّة التاريخيَّة، كيف لا وهي مسيرة لم يخسر فيها الهلال أيَّ مُباراة، وقبل ذلك لنقل سوياً «ما شاء الله تبارك الله»، وليقل الهلاليون «شكراً لجميع من دعم من أندية وإعلام وجماهير، وهم ودعمهم في القلب»، فهل يقولها الهلاليون؟ أتمنى. خاتمة كان لي سراً، ولكن بكَ قد أصبحَ جهرا k_alsh3laan@