غالبية الهلاليين يرون أن هلالهم شارف على السقوط، والبقية منهم يرى أن الزعيم ما زال صامدا أمام العواصف والأعاصير الهوجاء التي تجتاح جميع الطرق أمامه. أما غير الهلاليين ممن يرون في الهلال خصما وليس منافسا، فهم يرون أن الزعيم سقط وانتهى الأمر، وتلك أمانيهم وليست الحقيقة. الهلال لم يسقط ولن يسقط طالما حوله رجال يظهرون عندما ينادي المنادي، رجال لا يتخذون من الشماتة شعارا لهم فيمن جاء يعمل بعدهم، رجال لا يعرفون التناحر والتشاجر سواء على أرض الواقع أو في ساحات الإعلام، رجال لا يغفلون طرفة عين أو قيد أنملة عن مصلحة ناديهم، رجال يختلفون في كل شيء إلا مصلحة ومصالح الكيان، رجال كل منهم في مكان وعندما يظهر ما يعكر صفو ناديهم تراهم صفوفا متراصة لخدمة الزعيم، رجال كل واحد منهم له رأي وله وجهة نظر لكن تلك الآراء ووجهات النظر تتوحد في حب الهلال وانتشاله من أي عارض، رجال لكل منهم مصالح خاصة وأعمال مختلفة وعندما يقترب الزعيم من الخطر يضرب بالأعمال الخاصة والمصالح الشخصية عرض الحائط ويتجه الجميع لنجدة الزعيم فيصبح هو المصلحة الشخصية وهو العمل الخاص، رجال ينشغلون بأمور متفرعة وقضايا متشعبة وعندما يناديهم الهلال يهبون ويجتمعون على قلب رجل واحد لإنقاذ زعيمهم، رجال بعيدون بالجسم فقط عن الهلال قريبون بالقلب والعاطفة من الزعيم، رجال يختلفون في كل شيء إلا حب وعشق الزعيم، رجال يضحون بالغالي والنفيس من أجل الهلال، رجال لا ينامون الليل وهلالهم يعاني من ضيم أو ضائقة، رجال لا يهنأ لهم بال وهلالهم على مقربة من الخطر، رجال لا يصفو لهم جو وأجواء ناديهم كدرة مغبرة، رجال لا يغمض لهم جفن وهلالهم يعاني سواء من نفسه أو من غيره، رجال في سلم دائم وعندما يقترب هلالهم من الغرق يهب كل منهم متوشحا عدته وعتاده للمساهمة الفاعلة في إنقاذه، رجال يضحي كل منهم بأغلى ما يملك من أجل الهلال، رجال تراهم كالصقور الجارحة والأسود الكاسرة عندما يتعرض الهلال لأي تهديد، رجال تشاهدهم حاضرين بالنفس والوقت والمال والفكر والتخطيط عندما يناديهم الهلال، رجال لا ينتظرون النداء ولا يرتقبون السقوط لناديهم، رجال حاضرون في كل وقت وخاصة في أحلك الظروف، بعد كل هذا أي سقوط قد يصل إليه الهلال، أي تراجع قد يحدث لمسيرة الهلال، وأي مصيبة قد تحل بالهلال، وأي كارثة تتمكن من الهلال، وأي عاصفة أو إعصار يستطيع إغراق الهلال، وأي نائبة تصيب الهلال.