لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت على تورط إيران في تفجير أنبوب النفط السعودي البحريني الذي يعتبر تطورا خطيرا ونوعيا في سياسات النظام الإيراني في إشعال الحرائق في المنطقة التي بدأت بدعم الميليشيات الطائفية وإثارة الفتن والقلاقل والتدخل في شؤون الدول الخليجية، وأخيرا تفجير أنابيب النفط في مؤشر واضح على دخول النظام الإيراني مرحلة الجنون والمغامرة الحقيرة، وهو الأمر الذي يتطلب مراجعة وقراءة لكيفية التعامل مع الوضعية والأسلوب التخريبي الجديد الذي ينتهجه ملالي قم، خصوصا أن وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد وصف محاولة تفجير أنبوب النفط بأنه تصعيد إيراني خطير هدفه ترويع المواطنين والإضرار بصناعة النفط في العالم، سيما أن البحرين تعتمد على حقل أبوسعفة النفطي المشترك مع السعودية، في الحصول على معظم إحتياجها. ويصل النفط إلى البحرين من خلال خط أنابيب طوله 55 كيلومترا وطاقته 230 ألف برميل يوميا. وسيستكمل خط أنابيب نفطي جديد تبلغ طاقته 350 ألف برميل يوميا بين السعودية والبحرين العام القادم، وسيتدفق الخام العربي الخفيف من حقل أبقيق التابع لشركة أرامكو السعودية عبر خط الأنابيب الجديد الذي سيبلغ طوله 115 كيلومترا منها 73 كيلومترا فوق الأرض والبقية تحت مياه الخليج. خطورة إيران على دول الخليج بلغت مداها من خلال الجنون والعبثية الطائشة في ممارسات النظام الإيراني، وأصبح تجاهل هذا النظام للقانون الدولي مسألة لا خلاف عليها، وعلينا تكوين فهم أشمل للخطر الإيراني يحتاج إلى مزيد من التركيز للتعامل معه بعد حادثة تفجير الأنبوب، لا سيما أن فهم حدود الخطر الإيراني، ومحاولة النظام توسيع نفوذه من خلال وكلائه الممثلين في حزب الله اللبناني والحشد الشعبي وجماعة الحوثي، فضلا عن تمويل وتحريض جماعات مناوئة للدولة في البحرين وتنفيذه لمخططات ومؤامرات تتخذ أنماطا مختلفة تبدأ من مخططات الفتنة وتأليب الشعوب ضد قياداتها الشرعية والتعنت الشديد في رفض أيّ مقترحات تسوية سلمية، بما يعكس تصميم الجانب الإيراني على عدم احترام دول الجوار والتدخل في شؤونها بما يتنافي مع مبادئ حسن الجوار والرغبة في التعايش السلمي بين الدول، فضلا عن كون التهديد الأمني الإيراني بالاعتماد على كيانات عسكرية مكونة من ميليشيات طائفية وتسليحهم وتمويل جماعات تأتمر بأوامر المرشد الأعلى وتنفذ تعليماته التي ينقلها قادة الحرس الثوري. إيران بعد تفجير النفط البحريني دخلت مرحلة جديدة لإشعال الحرائق قي المنطقة، والحل قطع رأس الأفعى الإيرانية.