قد يجتهد متحمس فيقول مكافأة الصلاح عند الله، وله أقول نعم ونعم بالله، وأعمالنا كلها نرجو بها وجه الله سبحانه وتعالى، وثوابه في دار المستقر، وتذكر يا أخي أن عقوبة الفاسد عند الله أيضا أشد وأقسى، وهذا لا يلغي مكافحته في الدنيا. نحن نحقق وثبة كبرى في مكافحة الفساد، وعلينا تزامنا معها أن نحقق وثبة مشابهة في مكافأة الصلاح وتشجيع التفوق والتميز، مع إيماننا وقناعتنا أن الصلاح واجب وهو الأصل ولا ينتظر صاحبه أجرا من المخلوق، لكن مبدأ الثواب والعقاب معا يشجع مجتمعا يتنافس على الصلاح، وثقافة الاحتفاء الوطني بكل صاحب إنجاز مميز وتضحية وفداء ثقافة تنم عن مجتمع راقٍ ووطن طموح يشجع على الفضيلة والصلاح ويبعث على التفاؤل وينمي الطموح. العقاب وحده يوحي بشيوع الفساد ويقضي تدريجيا على روح القدوة ويخلق أجواء محبطة نتيجة الصدمة المصاحبة لخيبة الأمل فيمن كنا نعقد عليه الأمل، لكن لا ذنب لنا ولا للوطن فالحزم يفرض المكافحة، وتبقى مزامنة الثواب للعقاب أمرا ضروريا يشيع روح التفاؤل والثقة في السواد الأعظم الصالح ومدعاة للسعادة وخلق أجواء الأمل والفخر، فكل ناجح متميز صالح نحتفي به سيكون قدوة حسنة لملايين غيره. لدينا ولله الحمد والمنة نماذج كثيرة أنجزت وطنيا وأخرى تميزت شخصيا وثالثة نجحت في مجالات عدة ورفعت رأس المواطن والمواطنة السعوديين عاليا في محافل دولية، وقبل هذا وذاك نماذج من مواطنين ومقيمين قدموا تضحيات خارقة لإنقاذ الغير، وجميعها نماذج تستحق التكريم والمكافأة على مستويات وطنية عليا وليس فقط على مستوى وزارة أو مؤسسة أو حتى إمارة. مهم جدا أن نحذر ممن يدعي إنجازا أو يضخم آخر، فهذا أجرى عملية نادرة أو اخترع اختراعا جديدا، وتلك كرمتها جامعة أمريكية أو مؤسسة غربية، لذا أقترح لجنة عليا متخصصة وتستشير خبراء متخصصين في تقييم الإنجاز محل المكافأة والتكريم، فلا يمنح إلا لمستحق. www.alehaidib.com