أسس رجل الدين المصري يوسف القرضاوي، المصنف إرهابيا من قبل السعودية ودول عدة، ما يعرف ب«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، في عام 2004، ليحوله لأداة سياسية في يد قطر التي تحتضنه، والزج به في خلافات مع دول عربية وإسلامية مختلفة، مستخدما ما يضمه من مجموعة من رجال الدين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ليضحي منصة دعائية للحكومات الداعمة لتيار الإسلام السياسي الإخواني تحديداً. وكان أعضاء من هيئة كبار العلماء نددوا بالتفسيرات المتشددة للإسلام، مثل التي يتبناها تنظيما «القاعدة» و«داعش»، اللذين يستغلان تفسيرات متطرفة للأحاديث النبوية في تبنيهما للأفكار المتشددة، ما استدعت الحاجة الماسة لتوفير «مرجعية أصيلة للحديث النبوي الشريف وعلومه جمعا وتصنيفا وتحقيقا ودراسة»، وهو الهدف الذي أنشئ من أجله مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي، والمتوقع منه إغلاق الباب في وجه أي تفسيرات مشوهة للأحاديث النبوية. ولم يكن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وحده الذي ينشر هذا التشدد والتطرف، إذ تنتشر العشرات من المجمعات العلمية المنبثقة تحت لواء هذا الاتحاد، وتتوزع على بعض الدول العربية وتضم جميعها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وجميعها تصب في مصلحة خدمة مشروع الإسلام السياسي، وتعتبر مصدر تشريع مهما للجماعات المتطرفة مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة» من قبله.