okaz_online@ مع إدراج رئيس ما يسمى ب«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» رجل الدين المتشدد يوسف القرضاوي (مصري - قطري)، وعضو الاتحاد الإخواني الليبي علي الصلابي، بدأ الاتحاد المشبوه ب«التآكل»، كون عدد من أعضائه يحاكمون في بلدانهم بتهم الإرهاب والتحريض على العنف والتطرف. ولم يكن إصدار أعضاء من الاتحاد بيانات مؤيدة لفتوى الداعية الكويتي المتشدد حامد العلي المناوئة لقطع دول عربية وإسلامية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الأيام الماضية بالمفاجئ، إذ أرادت الدوحة منذ اليوم الأول للاتحاد استخدامه ورقة سياسية في معاركها بالمنطقة. وينضوي تحت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين داعيتان سعوديان (سلمان العودة وخالد العجيمي)، إضافة إلى البحريني عبداللطيف آل محمود، بحسب موقع «اتحاد القرضاوي»، ما يجعل استمرار عضويتهما في الاتحاد المشبوه والمسيس، بداية لأسئلة واستفهامات لا تنتهي، خصوصاً بعد أن كشفت بلادهم مؤامرات قطرية تستهدف أمنهم واستقرارهم. قصة البدايات وتعود قصة الاتحاد بعد استدعاء الرياض سفيرها في الدوحة عام 2002 احتجاجاً على سياسة قطر الإعلامية المحرضة على المملكة بعامين، إذ اجتمع رجل الدين المصري المتشدد يوسف القرضاوي المعروف بفتاواه المسيسة، ليعلن إنشاء اتحاد عالمي للعلماء المسلمين من الدوحة. وكانت الدوحة قد انتهت من حياكة إستراتيجيتها الجديدة في دعم الإسلاميين الحركيين في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، ممن تحركهم أيديولوجية «الإسلام السياسي»، على أن تجد فيهم تمرداً يخدم أجندتها. وبدا «الاتحاد العالمي» مثار جدل منذ يوم تأسيسه الأول، ولم ينتظر رئيسه وبعض أعضائه كثيراً، ليعلنوا مواقف مربكة للمؤسسات الدينية التقليدية، وبات ورقة سياسية في يد الدوحة لضرب خصومها في العالم العربي. انسحاب بن بيه واستمرت بيانات الاتحاد العالمي في دعم سياسات قطر ومناصرة الأيديولوجية الحركية في العالم الإسلامي، ما دعا نائب رئيس الاتحاد الشيخ عبدالله بن بيه في سبتمبر 2013 للانسحاب من الاتحاد رافضاً تسييس الاتحاد وما يعرف في الأوساط السياسية والشرعية ب«الأخونة». ومنحت الدوحة دعاة من الإخوان المسلمين أكثر من عضوية الاتحاد «المشبوه»، إذ عمدت إلى تجنيس عدد منهم، ويضم الاتحاد 42 داعية (يميل أغلبهم إلى مدرسة الإسلام السياسي) من 25 بلداً عربيا وإسلاميا (أربعة مصريين، عماني، مغربيان، ماليزيان، قطريان، سودانيان، ثلاثة تونسيين، باكستاني، سعوديان، موريتاني، ثلاثة فلسطينيين، ثلاثة ليبيين، كويتي، يمنيان، عراقي، لبناني، بحريني، كنديان، بوسني، جنوب أفريقي، إيراني، إندونيسي، تركي، جزائري، هندي، وسوري). وترفض بلدان عدة دخول رئيس الاتحاد يوسف القرضاوي أراضيها نظراً لفتاواه المتطرفة قبل إدراجه على قائمة الإرهاب السعودية والمصرية والإماراتية والبحرينية، ورغم مواقف الرسيوني المتقدمة على جماعة الإخوان، إلا أن «الحزبية» لا تزال مسيرة لتحركاته، إذ أعلن تأييده لفتوى العلي المحرمة لقطع العلاقات مع قطر. وبقراءة الأسماء في الاتحاد، يخرج الباحثون بأن لوبياً «إخوانياً» قوياً يسيطر على زمام الأمور، فبجانب القرضاوي والرسيوني، يقف السوداني عثمان البشير الذي يشغل الأمين العام المساعد في الاتحاد مع «أيديولوجية التنظيم»، ويشغل الإخواني التونسي عبدالمجيد النجار منصب الأمين العام المساعد. وينضوي تحت عضوية الاتحاد دعاة متشددون كالإخواني المصري صلاح إبراهيم المسجون في مصر، وزعيم حركة النهضة «الإخوانية» راشد الغنوشي، والإخواني المصري صفوت حجازي الذي ألقت السلطات المصرية القبض عليه على الحدود الليبية لمحاولة هروبه إلى خارج البلاد بعد أن أطاحت ثورة شعبية بحكم الإخوان. أخونة الاتحاد وتضم عضوية الاتحاد الإخواني الليبي علي الصلابي (المدرج حديثاً في قوائم الإرهاب في الدول الأربع)، الذي يصفه الليبيون ب«منظر الإسلام السياسي الليبي والعنف الحركي»، بجانب الإخواني اليمني عبدالوهاب الدليمي الذي لا ينسى اليمنيون الجنوبيون فتواه التي أحلت قتل المدنيين في حرب 1994 في اليمن، والإخواني العراقي الذي برز بعد احتلال بغداد محسن عبدالحميد، والإخواني الليبي ونيس المبارك صاحب الجملة المثيرة للجدل «لو شهد الرسول حلف الناتو لبادر لها». كما يضم الاتحاد ذراع الإخوان المسلمين السياسي في اليمن (حزب الإصلاح) أمة سلام أحمد، والمغربية نزيهة معاريج. وينضوي تحت مظلة الاتحاد دعاة ينكرون علاقتهم ب«الإخوان المسلمين»، بيد أن مراقبين يرون في أطروحاتهم تعاطفاً مع الجماعة المحظورة في عدد من الدول العربية.