الأهلي والنصر يواجهان بيرسبوليس والغرافة    وزير الاقتصاد: توقع نمو القطاع غير النفطي 4.8 في 2025    النفط ينهي سلسلة خسائر «ثلاثة أسابيع» رغم استمرار مخاوف الهبوط    المملكة العربية السعودية تُظهر مستويات عالية من تبني تطبيقات الحاويات والذكاء الاصطناعي التوليدي    بحث التعاون الاستراتيجي الدفاعي السعودي - الأميركي    يانمار تعزز التزامها نحو المملكة العربية السعودية بافتتاح مكتبها في الرياض    عاصمة القرار    "السراج" يحقق رقماً قياسياً جديداً .. أسرع سبّاح سعودي في سباق 50 متراً    «سلمان للإغاثة» يدشن مبادرة «إطعام - 4»    أمير الشرقية يرعى لقاء «أصدقاء المرضى»    الشيخ السليمان ل«الرياض»: بعض المعبرين أفسد حياة الناس ودمر البيوت    الحجامة.. صحة وعلاج ووقاية    محمد بن ناصر يدشّن حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال    يوم «سرطان الأطفال».. التثقيف بطرق العلاج    يايسله: جاهزون للغرافة    منتدى الاستثمار الرياضي يسلّم شارة SIF لشركة المحركات السعودية    الأهلي تعب وأتعبنا    الرياض.. وازنة القرار العالمي    ترامب وبوتين.. بين قمتي «ريكيافيك» و«السعودية»!    الحاضنات داعمة للأمهات    غرامة لعدم المخالفة !    "أبواب الشرقية" إرث ثقافي يوقظ تاريخ الحرف اليدوية    مسلسل «في لحظة» يطلق العنان لبوستره    عبادي الجوهر شغف على وجهة البحر الأحمر    ريم طيبة.. «آينشتاين» سعودية !    الترمبية وتغير الطريقة التي ترى فيها السياسة الدولية نفسها    الملامح الست لاستراتيجيات "ترمب" الإعلامية    بيان المملكة.. الصوت المسموع والرأي المقدر..!    القادسية قادم بقوة    بينالي الأيقونة الثقافية لمطار الملك عبد العزيز    وزير الموارد البشرية يُكرّم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز في دورتها ال 12    أمين الرياض يحضر حفل سفارة كندا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها    وزير الاقتصاد يلتقي عددًا من المسؤولين لمناقشة مجالات التعاون المشترك    إنهاء حرب أوكرانيا: مقاربة مقلقة لهدف نبيل    جازان تقرأ معرض الكتاب يحتفي بالمعرفة والإبداع    جولة توعوية لتعزيز الوعي بمرض الربو والانسداد الرئوي المزمن    جامعة نجران تتقدم في أذكى KSU    وزير الداخلية والرئيس التونسي يستعرضان التعاون الأمني    على خطى ترمب.. أوروبا تتجه لفرض قيود على استيراد الغذاء    شرطة الرياض تضبط 14 وافداً لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام لدولة الكويت    بموافقة الملك.. «الشؤون الإسلامية» تنفذ برنامج «هدية خادم الحرمين لتوزيع التمور» في 102 دولة    أمير جازان يدشن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال    آل الشيخ: نعتزُّ بموقف السعودية الثابت والمشرف من القضية الفلسطينية    أمير نجران يكرّم مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة سابقاً    جمعية الذوق العام تنظم مبادرة "ضبط اسلوبك" ضمن برنامج التسوق    تحت 6 درجات مئوية.. انطلاق اختبارات الفصل الدراسي الثاني    السعودية تعبر عن دعمها الكامل للإجراءات التي اتخذتها الجمهورية اللبنانية لمواجهة محاولات العبث بأمن المواطنين اللبنانيين،    "كبدك" تقدم الرعاية لأكثر من 50 مستفيدًا    خبراء يستعرضون تقنيات قطاع الترفيه في الرياض    استمع إلى شرح موجز عن عملهما.. وزير الداخلية يزور» الحماية المدنية» و» العمليات الأمنية» الإيطالية    جدد رفضه المطلق للتهجير.. الرئيس الفلسطيني أمام القمة الإفريقية: تحقيق الأمن الدولي يتطلب دعم مؤتمر السلام برئاسة السعودية    انتقلت إلى رحمة الله في المنامة وصلي عليها بالمسجد الحرام.. مسؤولون وأعيان يواسون أسرتي آل زيدان وآل علي رضا في فقيدتهم «صباح»    عدم تعمد الإضرار بطبيعة المنطقة والحياة البرية.. ضوابط جديدة للتنزه في منطقة الصمان    «منتدى الإعلام» حدث سنوي يرسم خارطة إعلام المستقبل    تآلف الفكر ووحدة المجتمع    فجوة الحافلات    عبدالعزيز بن سعود يزور وكالة الحماية المدنية الإيطالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رموز الشر: تسخير الدين والمال والأعمال لخدمة «خطة السيطرة والتمكين» (7 - 8)
نشر في الرياض يوم 26 - 08 - 2017

لقد تطلب نسج خيوط هذه الحلقات، البحث الحثيث بين تراب المخازن المنسية للوقوف على حقيقة وجوهر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وطرق اشتغاله وهياكله ورموزه القيادية، الشيء الذي سيمكن قارئ «الرياض» من اكتشاف جانب مظلم من جوانب هذا التنظيم السرطاني الخبيث، خصوصاً في ظل انتقال قيادة الجماعة من الداخل المصري إلى التنظيم الدولي بعد سقوط حكم الإخوان في مصر واعتقال جل قيادات الداخل وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع وخيرت الشاطر والمعزول محمد مرسي.
وفي السياقات التاريخية للبحث والتوثيق، يمكن القول إن عالمية الدعوة، التي وضع لبناتها الأولى مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا الساعاتي، ستدفع الجماعة، مباشرة بعد تأسيسها، إلى التفكير في زرع فروع «سريّة» لها بجميع الدول العربية والإسلامية، وهو ما تحقق لها خلال خمس سنوات بعد ذلك عندما تأسّس أول فرع للجماعة بجيبوتي سنة 1932م.
القرضاوي نهج إستراتيجية إخوانية خبيثة مكنته من التحكم في مفاصل الدولة القطرية
يوسف ندا هو رئيس بنك التقوى الدولي والذي يعتبر البنية التحتية المالية للجماعة
سعيد رمضان العقل المدبر لطريقة النشاط الإخواني على مستوى العالم
رمضان جند داود صلاح الدين لاغتيال المعارض الإيراني علي أكبر طباطبائي
«المركز الإسلامي بميونخ» تخرج منه عدد كبير من كوادر الإخوان
يقول حسن البنا في «مذكرات الدعوة والداعية»: «أما العالمية أو الإنسانية فهي هدفنا الأسمى وغايتنا العظمى وختام الحلقات في سلسلة الإصلاح، والدنيا صائرة إلى ذلك لا محالة، وهي خطوات إن أبطأ بها الزمن فلا بد أن تكون، وحسبنا أن نتخذ منها هدفًا، وأن نضعها نصب أعيننا مثلاً، وأن نقيم هذا البناء الإنساني، وليس علينا أن يتم البناء، فلكل أجل كتاب».
ستساهم مجموعة من الأحداث والوقائع داخل المصري في دفع الإخوان إلى توجيه نشاطهم نحو الخارج هروباً من القبضة الأمنية لجمال عبدالناصر الذي سيعمل على قصم ظهر الإخوان بعد محاولة اغتياله سنة 1954 فيما عرف إعلاميا ب»حادثة المنشية» (تطرقنا لها في معرض الحلقات حول التاريخ الدموي لجماعة الإخوان المسلمين التي نشرت على صفحات «الرياض»)، من خلال الزج بآلاف الإخوان في السجون المصرية وإعدام ستة من أبرز قياداتها وعلى رأسهم عبدالقادر عودة وإبراهيم الطيب ويوسف طلعت (رئيس التنظيم الخاص) ومحمود عبداللطيف (المتهم الرئيسي) والمحامي هنداوي دوير (المخطط للعملية) ومحمد فرغلي، فيما عرف عند الإخوان ب»محنة 1954».
وأمام حملة التطهيرية الداخلية هذه، ستسعى مجموعة من القيادات الإخوانية إلى نشر الفكر الإخواني في الخارج، وخصوصا في أوربا وأميركا. وهنا سيطفو إلى السطح اسم سعيد رمضان، صهر حسن البنا وأمين سره، والذي سيعمل على وضع اللبنات الأولى للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين خصوصاً بألمانيا وسويسرا.
وأمام الصعوبات المادية التي واجهت الجماعة لنشر الفكر الإخواني في الخارج، سيبرز اسم يوسف ندا الذي سيرأس فيما بعد بنك التقوى والذي سيقوم بتمويل جميع التنظيمات والفروع الإخوانية في العالم.
سيظل التنظيم الدولي يشتغل ك»مكتب للتنسيق» بين التنظيمات الإخوانية في العالم إلى غاية تولي مصطفى مشهور القيادي الإخواني ونائب المرشد العام للإخوان المسلمين (عمر التلمساني آنذاك) والرجل الحديدي داخل الجماعة، زعامة التنظيم الدولي، ليعمل على وضع الهيكلة المؤسساتية للتنظيم، ليتم التأسيس الرسمي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بتاريخ 29 يوليوز 1982، كما توثق لذلك الوثيقة المرجعية التي تم الكشف عنها سنة 1992 والتي أَطلق عليها مؤسس التنظيم «خطة السيطرة والتمكين».
في سياقات البحث والرصد في ظاهرة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وحتى تكتمل مربعات الصورة عند قارئ «الرياض»، نرى أن اكتمال لبنة البناء المنهجي للظاهرة تقتضي طرح رموز التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والذين يظلون بعيدين عن الأضواء ودائماً خلف الصورة، كتعبير عقدي عن التقية السياسية والدينية التي يعتمدها الإخوان كسلوك يومي يحكم علاقتهم ب»الآخر».
سعيد رمضان
يعتبر سعيد رمضان (1995/1926) (زوج ابنة حسن البنا) من أبرز قيادات التنظيم الدولي، بل ويعتبره البعض واضع اللبنات الأولى للميلاد الحقيقي للتنظيم العالمي، بعد أن أسس «المركز الإسلامي بميونخ» بعد هجرته إلى ألمانيا، والذى بدأت فكرته عام 1960، وتم افتتاحه سنة 1973.
ويُجمع الباحثون في شؤون التنظيم الدولي على أن عدداً كبيراً من كوادر الإخوان الذين ينتمون إلى دول عربية وأفريقية وآسيوية تخرجوا من هذا المركز الضخم، ومن بينهم الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان. هذا الأخير، انضم للإخوان وتتلمذ في المركز خلال دراساته الهندسية في ألمانيا.
وإذا كنا نقر أن الميلاد الرسمي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين موثق بتاريخ 29 يوليو 1982، فإن اللبنات الأولى للتنظيم وضعها سعيد رمضان طيلة فترة الخمسينيات وحتى السبعينيات.
ظل سعيد رمضان هو العقل المدبر لطريقة النشاط الإخواني على مستوى العالم، وبالتحديد في أوروبا وأميركا، ونجح، إلى حد بعيد، في التحرك بعيداً عن أعين المخابرات الغربية، وذلك راجع بالأساس إلى إتقانه للتحرك في الخفاء وراء أشخاص يستطيع أن يحركهم لينفذوا مخططاته كيوسف ندا أو علي غالب همت أو أحمد هوبر، فيما ظل رمضان مركز القيادة والتوجيه لأعضاء التنظيم الناشئ.
أسس سعيد رمضان المركز الإسلامي في جنيف بسويسرا، واستمر في إصدار مجلة «المسلمون»، وهي مجلة شهرية كانت تصدر في الخمسينيات والستينيات. كما أسس في ألمانيا «الجمعية الإسلامية في ألمانيا»، التي ترأسها من 1958 إلى 1968، والتي يرأسها حالياً المدعو إبراهيم الزيات وهو ألماني من أصول مصرية وزوج ابنة شقيقة الزعيم الروحي لحزب الرفاه التركي نجم الدين أربكان.
وتفادياً للسرد البيوغرافي لشخصية سعيد رمضان، يمكن طرح أهم ما ميز مسيرة سعيد رمضان بأوروبا وأميركا، من خلال تجنيده للعديد من العناصر المتطرفة والتي أطلق يدها لتنفيذ مجموعة من عمليات الاغتيال لصالح أنظمة سياسية كإيران.
وفي هذا الصدد، قام سعيد رمضان، منتصف السبعينيات بتجنيد أحد المتطرفين الأميركيين ذي الأصول الأفريقية ويدعى ديفيد تيودر بيلفيلد، والذي غير اسمه بعد إسلامه ليصبح داود صلاح الدين.
عمل داود صلاح كقاتل محترف لدى الحكومة الإيرانية، ونفذ أول عملية نوعية لها يوم 21 يوليو 1980، حيث قام باغتيال علي أكبر طباطبائي والذي كان يعيش بولاية ميريلاند. ليهرب بعدها متوجهاً أولاً إلى جنيف ومنها إلى إيران.
التقى داود صلاح الدين بسعيد رمضان بالمركز الإسلامي ومسجد ماساشوستس، لينجح رمضان في تجنيده وتوجيهه لأهداف إرهابية يختارها سعيد رمضان. وتروي الكاتبة الأميركية إيرا سيلفيرمان في كتابها «المتطرفون الأميركيون» على لسان داود صلاح، أن هذا الأخير وصف رمضان بالمرشد الروحي له. كما صرّح صلاح الدين لصحيفة نيويورك تايمز أنه سافر على نطاق واسع عبر العالم الإسلامي كدبلوماسي، كما قابل معمر القذافي نيابة عن سعيد رمضان عام 1986، كما سلم رسالة من رمضان إلى الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني عام 1992، حذر فيها رمضان رباني من حركة طالبان التي لها علاقات مع وكالة المخابرات المركزية، حسب ادعائه.
يوسف القرضاوي:
ولد يوسف مصطفى القرضاوي بقرية صفت تراب التابعة لأعمال محافظة الغربية، بتاريخ 9 سبتمبر1926، حيث نشأ وحفظ القرآن الكريم وهو دون سن العاشرة من عمره. التحق للدراسة بالأزهر الشريف حيث أتم دراسته الابتدائية والثانوية، ليلتحق بعدها بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على «العالمية» سنة 1953. وحصل القرضاوي بعدها على «العالمية» مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954، وفي سنة 1960 حصل على دبلوم الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين. وسنة 1973 حصل على الدكتوراه من نفس الكلية حول موضوع «الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية».
يعتبر القرضاوي من الرعيل الأول للجماعة، حيث انتسب إليها أواسط الأربعينيات ليصبح بعد ذلك بثلاثين عاماً، المرجع العقدي الأول للجماعة وملهمها الروحي.
نجح القرضاوي، منذ وصوله إلى قطر سنة 1961، في نهج إستراتيجية إخوانية خبيثة مكنته من التحكم في مفاصل الدولة القطرية ومؤسساتها الحكومية وكسب تأييد ودعم الأسرة الحاكمة في قطر. وبفضل الدعم القطري، سيعمل القرضاوي على توجيه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عقدياً، وتمويله مادياً، من خلال إبرام «صفقة» مع النظام القطري تُلزم الجماعة بالانصهار في هياكل الدولة والخضوع لنظام «الحمدين» في مقابل دعم قطر لفروع التنظيم الدولي للإخوان وتوفير الدعم المادي والتغطية الإعلامي من أجل خلق كيانات سياسية تابعة «عقدياً» للإخوان و»سياسياً» للنظام القطري.
نجح يوسف القرضاوي في إنتاج خطاب ديني في ظاهره «معتدل» واستطاع من خلاله تقريب وجهات النظر عند التنظيمات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي واحتواءها للعمل تحت مظلة الإخوان المسلمين. هذا المجهود سيتوجه القرضاوي، بمساعدة سليم العوا، بتأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سنة 2004 بلندن.
يُعتبر القرضاوي صاحب فكرة خبيثة جداً أطلقها بداية التسعينيات وتبناها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والتي ترتكز على ضرورة انخراط فروع الإخوان المسلمين في العمل السياسي داخل بلدانهم والانضباط «مرحلياً» لقوانين اللعبة السياسية التي تضبط كل بلد على حدة، في أفق النجاح، عبر ركوب صهوة جواد الديمقراطية، للوصول إلى الحكم من خلال العمل على الانتشار الجماهيري والاختراق المؤسساتي، مدعومين في ذلك بالمظلة الإعلامية الإخوانية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية وكذا المال القطري من خلال الصفقة الإخوانية القطرية التي أبرمها القرضاوي مع إمارة قطر.
هذا المعطى يؤكده القرضاوي بالقول: «الخلافة لا تأتي بهذه الطريقة (يقصد داعش)، إنما تأتي حينما تتجمع مجموعة بلاد إسلامية تحكم بالشريعة وتميل إلى الإسلام وتريد أن يجتمع بعضها إلى بعض ويكون بينها نوع من الخلافة، ليس بالضرورة أن تكون مثل الخلافة الأولى، لكن ممكن أن تكون اتحاداً فيدرالياً أو كونفدرالياً».
هي إذاً المراحل التي سطرها القرضاوي لفروع الإخوان في العالم من أجل الوصول إلى «مرحلة السيطرة والتمكين» والتي تتلخص فيما يلي:
* الانخراط في العملية السياسية داخل كل بلد على حدة.
* الوصول إلى السلطة على مستوى «مجموعة» من البلدان العربية والإسلامية.
* تشكيل تحالف مؤسساتي على نحو فيدرالي أو كونفدرالي.
* مساعدة باقي الفروع للوصول إلى السلطة والانضمام إلى الاتحاد الإخواني.
* إعلان الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم.
هذا هو الطرح التأصيلي للمشروع السياسي «لمفتي» قطر، والذي يتبناه «نصاً» التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. غير أن هذا الطرح السياسي يفترض إمكانات مادية جد كبيرة تتطلب تسخير مؤسسات مالية جد ضخمة. هذا الجانب المالي سيتكلف به قيادي آخر في التنظيم الدولي، لا يقل خطورة عن القرضاوي هو يوسف ندا.
يوسف ندا:
«شخصية غامضة بالنسبة لمعظم أجهزة الاستخبارات، لم يكن مجرد رجل أعمال مثل كثيرين ممن جُمدت أموالهم، بل كان يحمل صفة أخرى عالمية مهمة «. بهذه الكلمات وصفت الصحف السويسرية «يوسف ندا».
إذاً هو يوسف مصطفى ندا من مواليد مدينة الإسكندرية عام 1931م، ورجل أعمال يحمل الجنسية الإيطالية، ومقيم بكامبيونا السويسرية، ومفوض العلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين. تم اعتقاله في قضية اغتيال جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر عام 1954، قضى ما يقرب من عامين في السجن وأُفرج عنه في أبريل عام 1956.
هاجر يوسف ندا بداية إلى ليبيا ومنها إلى النمسا حيث بدأ نشاطه التجاري في قطاع الإسمنت ليصبح في بضع سنوات من أكبر المحتكرين لتجارة الإسمنت بين ليبيا والنمسا. غير أن الانقلاب العسكري على نظام السنوسي، دفع يوسف ندا إلى الهجرة مرة أخرى إلى اليونان ومنها إلى سويسرا حيث يقيم حالياً.
لعب ندا أدوارًا كثيرة ومختلفة من حيث الموقع والأهداف، حيث، يُعتقد أنه أمد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها في حل نزاعها مع إريتريا حول جزر «حنيش»، إضافة إلى ارتباطه بعلاقة صداقة مع الملك الليبي السابق إدريس السنوسي الذي زاره ندا في مقر إقامته، كما أن له أدوارًا أخرى في تونس والعراق وتركيا وكردستان وماليزيا وإندونيسيا.
في أواخر 2001، استصدرت الإدارة الأميركية تحت رئاسة جورج بوش الابن، قائمة من الأمم المتحدة، وضعت فيها أسماء مسلمين من جنسيات مختلفة، اتهمتهم بدعم الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وضمت يوسف ندا للقائمة، فامتثل الادعاء العام السويسري، واستهدف مؤسسة ندا للإدارة المعروفة باسم «بنك التقوى»، ووضع أموال ندا وشريكه غالب همت وبعض أعضاء مجلس الإدارة والمقربين منهم تحت الحراسة، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية، ما أجبر ندا على تصفية أعماله في سويسرا.
يعترف يوسف ندا، بعد قضائه ما يزيد من 68 سنة في صفوف الإخوان، أن الجماعة هي المفرخة الأم لجميع التنظيمات الإسلامية، حيث يُصرح في برنامج «شاهد على العصر» الذي يقدمه الإخواني المصري أحمد منصور، رداً على سؤال لهذا الأخير، بالقول: «الإخوان المسلمين صحيح هي كبرى الحركات الإسلامية وكبرى الحركات الإسلامية المعتدلة أقول لأنه هناك كثير مما يدعون أنهم حركات إسلامية، لكنها كبرى الحركات الإسلامية المعتدلة وهي الأم، هذا لا شك فيه».
يوسف ندا هو رئيس بنك التقوى الدولي والذي يعتبر البنية التحتية المالية للجماعة، وهو الذي يمول جميع التنظيمات وفروع وأنشطة الإخوان في العالم، ويخضع لسلطة المرشد العام خضوعاً مطلقاً. وهنا يشير يوسف ندا في نفس البرنامج إلى هذه النقطة بالقول: «أنا جزء من قيادة الإخوان، والإخوان لها قيادة واحدة في العالم، ولا أقول أنا جزء من القيادة، لكن أقول أنا مفوض من القيادة، أنا لست جزءاً من القيادة، مرشد الإخوان المسلمين هو مرشد واحد، ما فيش غير مرشد، ما فيش غيره لكل الإخوان في العالم».
وخلافاً لكل التصريحات والبيانات التي تصدر عن قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومؤسساته وهياكله، فإن يوسف ندا ينكر وجود التنظيم أصلاً ويعتبرها، تارة، إشاعة صدقها الكثير، وتارة أخرى يصرح نصاً بالقول: «أنا أقول بأن التنظيم الدولي غير موجود».
غير أن كذب الإخوان لا يقوى أمام القرائن والأدلة التي تقطع بوجوده، بل وحتى يوسف ندا يعود مباشرة بعد النفي ليؤكد على وجود التنظيم !!!! ونحيل القارئ الكريم، نصاً، على جزء من حوار ندا مع أحمد منصور في نفس البرنامج، ليتأكد للجميع خبث وكذب الطرح الإخواني والذي اتخذ من التقية والكذب عقيدة في الحياة ومنهاج في الممارسة السياسية:
س: موجود في أدبياتكم (يقصد التنظيم الدولي)، موجود في اجتماعاتكم، موجود في كل ما يكتب عن الإخوان.
ج: أنا بقول إنه فيه، أقول إنه فعلاً في الدول والأقاليم من الدول والأقاليم فيه مندوبون وهؤلاء المندوبون يجتمعون من القارات.
س: هم دول المندوبين بتوع التنظيم بتاعكم.
ج: سميهم ما تشاء، أما أنا لا أسميهم تنظيماً دولياً.
س: يعني فيه اجتماعات منظمة من الأقطار يقوم بها الإخوان.
ج: عندما تحدث.. عندما يكون فيه أحداث معينة تستحق الاجتماع طبعاً بيجتمعوا.
س: وفيه مجلس شورى بيحرك هؤلاء برضو عالمي.
ج: مجلس شورى.. مجلس شورى للإخوان في كل مكان في الدنيا أي نعم.
س: يعني إذن فيه تنظيم دولي للإخوان المسلمين.
ج: برضو نتيجة.. يعني الفرد لا يصل إلى النتيجة، افتراضك صح لكن النتيجة غلط !!!!!!
بعد هذا التصريح يبقى للقارئ الكريم مطلق السلطة للحكم على «العقيدة الباطنية» للإخوان وتتولد القناعة لديه أن أية محالة لاحتواء الإخوان تبقى قاصرة وفاشلة إن لم نقل «مستحيلة» بالنظر إلى حجم الطموح الإخواني والذي لا يرضى بأقل من «التمكين» و»السيطرة» و»أستاذية العالم».
إبراهيم الزيات يرأس الجمعية الإسلامية في ألمانيا حالياً
أحمد هوبر ويوسف ندا تخفى رمضان وراءهم هرباً من أجهزة المخابرات
داود صلاح الدين جنده رمضان كقاتل محترف لدى الحكومة الإيرانية
يوسف القرضاوي أبرم «صفقة» مع النظام القطري ألزمت (الجماعة) بالانصهار في هياكل الدولة
سليم العوا أسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.