ربما لو كان محمود درويش حياً، لرد على سراق مقتنياته بقوله «وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافراً»، فالشاعر العربي الكبير تغنى ودافع عن حق الإنسان في الحياة الكريمة، ودعا إلى عفة اليد، وربما تنبأ في أحد نصوصه بالسرقة عند قوله: «من هنا وهناك لي كثير من الذكريات. «ولي بيت كثير النوافذ» ما أغرى أربعة لصوص بالسطو على ما تبقى من أثر الشاعر المناضل». ونقلت تقارير عن الشرطة الإسرائيلية أن أربعة لصوص ملثمين اقتحموا بيت عائلة درويش تحت تهديد مسدس كان بحوزتهم وتمكّنوا من الدخول لغرفة كانت بها حقيبة، فأخذوها ولاذوا بالفرار. وتضمنت التقارير أن الحقيبة المسروقة تحتوى على نصوص كتبها الشاعر بيده، وأقلام ثمينة وهدايا تلقاها من زعماء العالم. وأكد شقيقه أحمد درويش أن اللصوص استطاعوا سرقة بعض المستلزمات التذكارية، إضافة إلى بعض المخطوطات اليدوية، وخريطة فلسطين، وأقلام حبر ومسودات تابعة له، مشيراً إلى أن السارقين سطوا على الحقيبة وبها بعض القطع الثمينة وأغراض وهدايا خاصة، ومبلغ مالي يعادل 57 ألف دولار. فيما عبّر عدد من الشعراء الفلسطينيين عن تنديدهم بالاعتداء المسلح على منزل عائلة الشاعر الراحل محمود درويش، وسرقة حقيبة شخصية، من منزل شقيقه الواقع في قرية الجديدة بالقرب من الجليل، شمالي إسرائيل. وقال الشاعر ماجد أبو غوش: «إن اللصوص لا يعلمون أن درويش لا يمكن سرقته، لأنه يسكن قلوب الناس، وأضاف كان وما زال الأبرز على مستوى الوطن العربي، وهو شاعر عالمي من الصف الأول، ويتعذر موته أو إماتته بعد كل هذا الثراء اللغوي والجمالي المتعذر على السرقة». فيما قالت الشاعر محاسن الحمصي : «ربما سرقوه حيا، ولن نستغرب أن يسرقوه ميتا»، مؤكدة أن محمود درويش سكن قلوب الملايين من عشاق شعره، ورسّخ في الذاكرة العربية «كل قلوب الناس جنسيتي، فليسرقوا مني جواز السفر». يذكر أن محمود درويش توفي في أغسطس 2008 عن عمر ناهز 67 عاماً ونقل جثمانه من ولاية هيوستن الأمريكية، إلى رام الله، إذ دفن هناك، وتم إقامة متحف خاص به ضم مجمل مقتنياته.