بقيت قاعات الدراسة في غالبية المدارس الواقعة في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين في اليمن، وخصوصا العاصمة صنعاء، خالية من تلامذتها (الأحد) في أول أيام العام الدراسي الجديد، بسبب إضراب الأستاذة لعدم تسلمهم رواتبهم. وكانت المدارس اضطرت إلى تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد لمدة أسبوعين في ظل استمرار عجز المتمردين عن دفع رواتب الأساتذة الذين لم يتلقوا مستحقاتهم منذ نحو عام. وقال راجات مادهوك المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) لوكالة فرانس برس إن «مستقبل 4.5 مليون تلميذ على المحك». ولفت المتحدث إلى أن بعض هؤلاء الأساتذة قرروا عدم الانتظار أكثر وترك التعليم للتوجه نحو العمل في مجالات أخرى. وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن الغالبية العظمى من المدارس أبقت أبوابها مغلقة في صنعاء، باستثناء بعض المدارس التي قرر المشرفون عليها استقبال التلامذة فيها رغم عدم وجود أساتذة لتعليمهم. وقالت مديرة إحدى المدارس التي اكتظت صفوفها بالتلاميذ لفرانس برس «فتحت ابواب المدرسة. إن أراد الأستاذة الحضور، فأهلا وسهلا بهم. لكن بقاءهم في منازلهم لن يمنعنا من استقبال التلامذة». وكانت المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة المعترف بها، وبينها العاصمة المؤقتة مدينة عدن الجنوبية، فتحت أبوابها في الأول من أكتوبر الجاري. وتسببت المعارك منذ انقلاب الحوثيين والمخلوع على الحكومة الشرعية في توقف 1640 مدرسة (من بين نحو 16 ألفا) عن التعليم، 1470 منها دمرت أو تضررت، والبقية تحولت إلى ثكنات أو ملاجئ للنازحين، بحسب اليونيسف. وحرم توقف المدارس عن التعليم مئات آلاف الأطفال من الدراسة لينضموا إلى نحو 1.6 مليون طفل آخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع. ويبلغ عدد سكان اليمن أكثر من 27 مليون نسمة، نصفهم دون سن ال18. ودفع هذا العدد الهائل وكالات الأممالمتحدة إلى التحذير من عواقب اجتماعية وأمنية وخيمة قد تستمر لعقود. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «هناك جيل بكامله يخشى أن يخسر مستقبله». وبدأ العام الدراسي بصورة طبيعية في معظم مدارس الجنوب.