أكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» أن ما يزيد على 70% من أطفال اليمن باتوا محرومين من التعليم، بسبب العجز الشديد في أعداد المعلمين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكتوبر الماضي. وأشارت في تقرير حديث إلى أن الانقلاب أغلق الكثير من المدارس، فضلا عن تكدس الطلبة في المدارس المتبقية، نظرا لعدم وجود بدائل، بعد أن حولت الميليشيات الانقلابية العديد منها لمخازن أسلحة وأوكار للمسلحين. وأوضحت ممثلة المنظمة، ميرتشيل ريلانون، أن نحو 73% من المعلمين في اليمن لم يتلقوا أجورهم منذ 6 أشهر بواقع 166 ألف معلم، الأمر الذي أثر بالسلب على 78% من المدارس في أنحاء البلاد، مشيرة إلى تضرر أكثر من 4 ملايين طفل بالوضع السلبي للمدارس داخل البلاد. أزمة متفاقمة بحسب إحصاءات مطلعة، تأثرت نحو 13 محافظة يمنية بأزمة المدارس، وهو ما جعل غالبية أطفال اليمن عرضة لخطر عدم إتمام السنة الدراسية، وفقدان المستقبل، فيما تكمن أزمة المعلمين في عجزهم عن امتلاك أموال كافية للانتقال إلى المدارس ومواصلة أعمالهم، وقد يترتب على تأخر أجورهم تكرار الأزمة في السنة الدراسية المقبلة. وبدأت الأزمة تتفاقم إلى حد كبير منذ العام الماضي، وذلك عندما نقلت الحكومة الشرعية مقر البنك المركزي إلى عدن من صنعاء، عقب نهب الانقلابيين الحوثيين أموال البنك المركزي، وصرفه في حروبهم الطاحنة. معاقبة المدنيين رغم ترويج الميليشيات الحوثية عبر وسائل إعلامها لسيطرة الانقلابيين على الأوضاع السياسية والاجتماعية في المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم، إلا أن الاحتجاجات الشعبية ورفض المدنيين سياسة التجويع ومنع الرواتب، تفضح المخططات الحوثية وتخنق الميليشيات. وجددت الأممالمتحدة ما يزيد على 600 مدرسة في اليمن منذ عام 2015، فيما تجري حاليا عمليات ترميم وتجديد لحوالي 500 مدرسة أخرى. كما قدمت الأممالمتحدة أيضا مستلزمات التعليم لأكثر من 600 ألف تلميذ، ودربت ألوف المعلمين على تقديم دعم نفسي واجتماعي لتلاميذهم، لمساعدتهم على تخطي الآثار النفسية التي لحقتهم جراء إرهاب الميليشيات.