بعد اللغط الكبير الذي أحدثه خبر إحياء المطربة شيرين حفلة غنائية بالرياض تراوح قيمة تذاكرها بين ثلاثة وعشرة آلاف ريال، أطلت علينا مديرة الجمعية المنظمة لهذه الفعالية لتبين بأن المناسبة ليست حفلاً غنائياً، وإنما عشاء خيري يستهدف جمع التبرعات لصالح جمعية الأطفال المرضى بالسرطان، موضحة أنه يتوقع حضور ما بين 400 إلى 500 سيدة من سيدات المجتمع، كما أوضحت بأن هذه المناسبة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن نظمت الجمعية أكثر من عشاء خيري تتخللها فقرات غنائية لبعض نجمات الغناء أمثال أسماء المنور وبلقيس! إنني لا أريد أن أظهر أمامكم وأنا المعروف بوسطيتي وكأنني شخص ظلامي يشق صفوف الجماهير ويصعد غاضباً لخشبة المسرح من أجل أن يوقف إحدى فقرات المهرجان لمجرد أنه صاحبتها إيقاعات موسيقية، ولكنني بالمقابل لا أقبل أبداً أن أكون (مغفلاً) ومن السهل استغلالي أو الضحك عليّ بالعزف على وتر الأفعال الخيرية والحالات الإنسانية! الذي نعرفه أن موارد الجمعيات الخيرية قد تأتي مما يعتمد لها بميزانية الدولة، أو ما قد يصلها من زكاة أو تبرع أو وقف، أو ما يمكن أن تتحصل عليه من رسوم العضوية أو عوائد نشاطاتها الاجتماعية، أما أن تبني مواردها على (حفلة غنائية) وتحت غطاء عشاء خيري، فهو أمر مرفوض ولا يستقيم مع مبادئها السامية، وقد تدخل هنا في جانب الربحية والمتاجرة بالحالات الإنسانية، فضلاً عن انتفاء النية الصادقة للمتبرع، فبدلاً من أن يكون عمله خالصاً (لوجه الله) يكون ذلك مقابل الأشياء المعروضة مثل المقعد الأمامي أو البوفيه المفتوح أو وجه شيرين أو قفا إحدى الفنانات! في هذه الأمسية الغنائية (قصدي العشاء الخيري!) سيكون الحضور قاصراً على الطبقة البرجوازية والمخملية، ستصطف سياراتهن الفارهة بالخارج، وستلمع على أجيادهن تلك المجوهرات المطعمة بالألماس، وسيكون الأثاث مصنوعاً من العاج والكريستال والذهب الصافي، وسيتمايلن فرحاً وطرباً مع أغاني شيرين الشهيرة مثل (مسؤولة منك) و(جرح ثاني) و(لازم أعيش)، وفي ذروة انشغال الجميع بمتاع الدنيا، سيكون الأطفال المصابون بالسرطان والذين يحمل هذا الحفل اسمهم على أسرتهم البعيدة ينتظرون حقنة الكيماوي ويداً خيرة تربت عليهم وتكفكف دموعهم! مثل هذه الممارسات الخاطئة لا تقل فداحة من وجهة نظري عن استغلال صغار السن للتسول، ولهذا أطالب المختصين بإخضاع كل من يمارس هذا السلوك لأنظمة الحماية من الإيذاء ومكافحة الاتجار بالبشر والتي تجرم التربح من وراء الأطفال، والحين ما ودي أطول عليكم لا يبرد (العشاء الخيري)، واقلطوا حياكم الله على واجب شيرين (أم هناء)! [email protected] ajib2013@