هرم حي الرمال في الرياض قبل أوانه، وبات كل من يتجول فيه، يصطدم بمخلفات البناء وأكوام الإسفلت والنفايات تنتشر في أروقته، مصدرة الروائح الكريهة والحشرات للسكان، الذين باتوا يعضون أصابع الندم، لإنفاقهم أموالا طائلة لتشييد مساكن في الحي الحديث، الذي سقط ضحية لتدني مستوى الإصحاح البيئي، رغم أنه لم يمض على تأسيسه سوى بضع سنوات. وشكلت المخلفات في الرمال مردما واسعا، يتجمع حوله مخالفو أنظمة العمل والإقامة، الذين ينبشونه بحثا عن المعادن والكيابل. ولم تقتصر المعاناة في الرمال على تدني مستوى الإصحاح البيئي، بل بات السكان يشكون من انتشار الشاحنات بين مساكنهم مربكة حركة العابرين، مشددين على ضرورة إنهاء معاناتهم، بإزالة المخلفات، ومحاسبة كل من يحاول تلويث الحي. وشكا سالم الحربي من انتشار مخلفات البناء والأسفلت والنفايات في أروقة الرمال، مشيرا إلى أن التلوث أفقد الحي الحديث كثيرا من قيمته العقارية. وبين الحربي أن الزائر للرمال يصطدم بأكوام الأسفلت ومخلفات البناء ومردم واسع للنفايات، موضحا أن «الشيولات» تتخلص من تلك المخلفات خلسة، وتحت جنح الظلام. وحذر الحربي من تزايد أعداد الشاحنات التي تقف أمام منازلهم، ولا يستطيع أي أحد تحريكها، متمنيا تدارك الوضع والارتقاء بالإصحاح البيئي في الرمال. واستاء إبراهيم اليوسف من روائح النفايات ومخلفات البناء التي لوثت الحي، مشيرا إلى أن الزائر للرمال يصطدم بأكوام الأسفلت التي تشكل خطرا على البيئة والصحة العامة، خصوصا إذا بقي مددا أطول تحت أشعة الشمس تنبعث منه روائح سامة. ورأى اليوسف أن مردم النفايات الذي يشغل حيزا واسعا في الحي، أضحى مقرا تجمع العمالة السائبة التي تنبش في أكوام النفايات بحثا عن ما يبيعونه، فضلا عن إشعال الحرائق التي تصدر لهم الأدخنة التي تلوث المكان. وطالب أبو حسن الجهات المعنية المتمثلة في الأمانة بالتحرك ووضع خطة متكاملة لمكافحة وقوف تلك الشاحنات وإزالة كميات الأسفلت ومكبّات القمامة من أمام البيوت, مشددا على ضرورة فرض عقوبات صارمة على المخالفين، وإلزام الشركات المخالفة بتحمل تكاليف إزالة النفايات من الرمال. وقال أبو حسن:«كنا نتوقع أن نجد حديقة عامة أمام منازلنا، إلا أننا فوجئنا بأكوام الأسفلت والمخلفات، تجثم على صدورنا، ما حرم أبناءنا متعة اللهو واللعب»، مشيرا إلى أن أكوام النفايات غدت تصدر لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. وذكر أبو حسن أن التجاوزات التي يغص بها حي الرمال، دفعته للتفكير في بيع منزله، والانتقال إلى منطقة تنعم بالحد الأدنى من الإصحاح البيئي. وشدد سالم أحمد على أهمية وضع حل للشاحنات التي تنزل حمولتها في الحي دون مراعاة لساكني الرمال، ومنعها من التحرك بين مساكن الأهالي مربكة حركتهم.