روت مجموعة من المبتعثات المقيمات خارج الوطن تفاصيل عن تجاربهن الخاصة مع القيادة، وأجمعن ل«عكاظ» أنه لا مخاوف لديهن من تكرار التجربة مرة أخرى على أرض الوطن؛ الأمر الذي سيسهل عليهن وعلى الأسرة أيضا أمور الحياة اليومية كون القيادة ليست أمرا مرتبطا بالرجل أو المرأة بل بقدرة الشخص على الالتزام بالقوانين المرورية والإلمام بكافة التفاصيل التي يتطلب تواجدها عند قيادة السيارة كاختيار شركات التأمين والصيانة الدورية وغيرها من المتطلبات. واعتبرت علياء محمد مليباري، التي تعيش في ولاية انديانا لدراسة الدكتوراه، أن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية هو من أجمل القرارات التي تدل على ثقة القيادة في المرأة وتمكينها لما فيه المصلحة العامة وإغلاق لكل المبررات والمخاوف على حساب احتياجات الفرد. وتقول مليباري بأنها تقود سيارتها منذ سنوات طويلة، إذ تمكنت من تعلم أساسيات القيادة واستخراج الرخصة خلال أسبوع فقط من التدريب المكثف، فالعملية تعتبر سهلة وليست بالمعقدة إلا أنها تلامس بعض الاختلافات أحياناً في القيادة من دولة أو منطقة لأخرى، فقوانين القيادة والمرور وجهة المقود تختلف في بعض دول أوروبا، وترى بأن البدايات لا بد أن يرافقها تخوف قليل من المجتمع إلا أن الوقت واتباع الضوابط ستجعل من الموضوع أمرا اعتياديا، حيث إن هذا القرار سيخدم شريحة كبيرة من النساء، وأضافت «عندما كنت في السعودية كنت أواجه صعوبة في التنقل والمشاوير الخاصة، إذ إن زوجي وإخواني لديهم التزامات وأوقات دوام طويلة». من جهتها، عبرت باحثة الدكتوراه في علم السموم في جامعة برمنجهام البريطانية إسراء جميل حكيم عن سعادتها بهذا القرار، والذي يواكب رؤية المملكة في تحقيق النمو السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومن خلال تجربتها الشخصية في بريطانيا تؤكد إسراء أن قيادة المرأة للسيارة لها دور اقتصادي ينعكس على الوطن والمواطن على حد سواء، إذ يخفف القرار من ميزانية السائقين والتي لم تكن تصب مباشرة في مصلحة تطور الوطن، وتوفير هذه المبالغ سيساعد المرأة على الاستثمار في قنوات ربحية أخرى مع توفير فرص وظيفية جديدة. ومن ناحية اجتماعية، تعتبر إسراء أن القرار كفل للمرأة حرية الاختيار في تطبيقه، بالإضافة إلى أن قيادة السيارة تساعد المرأة على اكتساب مزيد من الثقة والاعتماد على ذاتها في تحقيق طموحها وأهدافها دون أن يكون هناك عائق يحول دون ذلك أو يبطئ منه. وتختم مشيرة إلى أنه مع تطبيق القرار على أرض الوطن سيصبح موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة أمرا يزاول بشكل طبيعي بل وسيصنف كعامل أساسي ضمن منظومة المجتمع التطورية. من جانبها، تشرح أهداب إسكندر، معيدة مبتعثة لدراسة الدكتوراه في تخصص تمريض صحة المجتمعات، ل«عكاظ» تجربتها مع قيادة السيارة وتقول إنها عملت على استخراج رخصة القيادة فور وصولها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2011 بمدينة كليفلاند وذلك لندرة المواصلات العامة والتي تطلب في بعض الأحيان مدة زمنية أطول للوصول إلى الحرم الجامعي. وتتذكر أهداب ذكريات دروس القيادة النظرية والعملية ومن ثم محاولات التقديم لاجتياز الاختبار الخاص بإصدار الرخصة حتى تمكنت من الحصول عليها. واستطردت إسكندر «أحببت سيارتي كثيرا فتجربة القيادة تمثل الاستقلالية والاعتماد على النفس كما أنها خيار آمن واقتصادي للتنقل». وأكدت غادة أبو الشامات، والتي درست الإعلام في ولاية كاليفورنيا، بأن القيادة في الخارج سهلت من إنجاز أمور الحياة اليومية بدون أوقات الانتظار الطويلة لزوجها إلى حين يتمكن من إنهاء مشاغله ليتمكن من توصيلها، كما أصبحت تتقاسم مع زوجها مشاوير السفر الطويلة بالإضافة إلى أنها كانت تحرص على إيصال صديقاتها بنفسها الأمر الذي يشعرها بالاطمئنان. وتذكر أبو الشامات أن فوائد قيادة السيارة تظهر أوقات الطوارئ، فقد قامت بنفسها بإيصال زوجها إلى المستشفى وذلك بعد تعرضه لحادثة مفاجئة الأمر الذي وفر وقت الوصول للمستشفى لعمل الإسعافات اللازمة. ووصفت المواطنة نهى آل حابس قيادة السيارة بأنها وسيلة لتلبية احتياجات العصر الحالي، فهناك من تمثل لهم قيادة السيارة ضرورة وقد تكون أمرا اعتياديا للبعض الآخر، وذلك يعتمد على ظروف كل أسرة وعدد أفرادها واحتياجاتهم. وتقول آل حابس إنها قضت عدة سنوات في أمريكا لغرض الدراسة وكانت قيادة السيارة أمرا ضروريا لا بد منه. وتشرح بأنها تعلمت القيادة وحصلت على رخصة القيادة ولم يكن بالأمر الصعب نظرا لتوفر الخدمات التعليمية والرغبة في التعلم؛ الأمر الذي خفف من وجود أي تحديات أو عقبات عند التنفيذ. وتواصل آل حابس حديثها قائلة إن الأمر سيكون مشابها أيضا في المملكة، بل تتوقع بأنه سيكون أفضل لأن التجربة طال انتظارها، بالإضافة إلى وجود الضوابط التي رافقت صدور القرار لتسهيل قيادة المرأة للسيارة في المملكة.