واصلت السلطات القطرية تعنتها في ما يتعلق بنقل الحجاج القطريين من الدوحة، رغم التسهيلات والامتيازات التي قدمتها المملكة في سبيل خدمة الراغبين في أداء نسك الحج هذا العام، إذ ما فتئت قطر تضع العراقيل والعقبات، ماضية في مكابرتها الخاسرة. وفيما يتوافد الحجاج القطريون بشكل مطّرد على منفذ سلوى الحدودي، لا تزال جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرامية للتسهيل على الحجاج القطريين تلقى إشادات عالمية واسعة، في حين تجاوز عدد الحجاج القطريين الذين عبروا المنفذ حتى أمس (الجمعة) 1024 حاجا، بحسب ما أوردته قناة العربية، وكان آخر إحصاء لإجمالي العابرين من المنفذ أمس الأول (الخميس) قرابة 650 حاجا قطريا. بينما كشف المستشار في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني، أن السلطة القطرية حجبت الرقم المجاني للجنة «خدمات الشعب القطري»، المشكلة بأمر خادم الحرمين بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني. وأوضح القحطاني في تغريدات على حسابه الرسمي في «تويتر» أمس (الجمعة) أن لجنة خدمات الشعب القطري قامت بمساعدة المئات من أهل قطر سواء من الحجاج أو أهل الحلال أو الذين يرغبون زيارة أقاربهم وغير ذلك من حالات. وتأتي الخطوة القطرية الأخيرة بحجب الرقم المجاني عن أهل قطر، امتداداً للخطوات السلبية التي تعرقل الدوحة من خلالها مواطنيها، بعد إعلان مقاولي الحج في قطر عدم تسيير بعثاتهم للمملكة، ورفض السلطات القطرية طلب الخطوط السعودية منذ أيام لنقل الحجاج القطريين جواً من مطار حمد الدولي بالدوحة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. في غضون ذلك، لم يعد خفياً أن التقارب القطري الإيراني يشكل تحدياً للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وإرباكاً للوساطة الكويتية، إذ يعتبر إعلان الخارجية القطرية عودة السفير القطري إلى طهران أخيراً، استمراراً لمرحلة العناد والمكابرة التي تعيشها الدوحة، متجاهلة نهاية المطاف الذي سيعيدها رغماً عنها إلى الحضن الخليجي. ويرى مراقبون أن أحد مكاسب الأزمة الراهنة بين دول الخليج هو إزاحة قطر عن قناع المهادنة التي كانت تدعيها السلطة القطرية مع أشقائها في الخليج، إذ باتت ما كانت تضمره الدوحة في الخفاء عناوين رئيسية في وسائل الإعلام القطرية الرسمية، مؤكدين أن خطوات السلطة القطرية الأخيرة ستعمق من عزلتها الخليجية، وستزيد من توسيع الفجوة مع محيطها العربي. وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش أن القرار القطري بإعادة السفير إلى طهران تصاحبه حملة تبرير واسعة ومرتبكة، موضحاً أن القرار يمثل حال الاستدارة، الذي تمارسه قطر في موقفها تجاه اليمن وإيران. وشدد الوزير الإماراتي على أن القرار السيادي يجب ألا يكون خجولا مرتبكا، قائلاً: «إلا إنها المكابرة والمراهقة الذي تجعله كذلك، حين يكون الإعلام أداتك الوحيدة يصبح التبرير ضجيجا غير مقنع». وأضاف أن أزمة قطر تدار بمراهقة لا نظير لها، وعودة السفير إلى طهران يحرج الدوحة ويكشف تقيتها السياسية، ويكشفها أمام التيار الحزبي المتأسلم الذي تبنته.