وسط خصومات تجارية وسياسية وحتى عسكرية، يجتمع قادة دول بريكس هذا الأسبوع في الصين، في وقت يبحث هذا التكتل للقوى الناشئة الخمس الكبرى عن مغزى لوجوده في غياب إنجازات عملية حققها. وبنت البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، الدول الخمس التي تمثل معا نحو نصف سكان العالم، التقارب بينها على طموح مشترك، هو التكلم بصوت واحد في عالم تحكمه قواعد اقتصادية. فالتصدع الذي يشهده تكتل الدول الخمس التي تفصل بينها أنظمة سياسية واقتصادية شديدة الاختلاف، لم تكن يوما بعيدا عن الظهور إلى العلن. ولفت عدد من المحللين إلى أن قلة تماسك المجموعة انكشفت في الأشهر الأخيرة. وتساءل الخبير الاقتصادي كريستوفر بالدينغ في جامعة بكين بقوله «يصعب علينا أن نرى أدنى تماسك بين دول بريكس. أي قواسم مشتركة هناك بينها؟». وأضاف: «هذه الدول تفعل كل شيء بطريقة مختلفة، سواء اقتصاديا أو تجاريا أو ماليا، لا نرى كيف يمكن أن تتقاطع الأمور بينها». وأشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب ببكين شي يينهونغ إلى أنه لا يمكن في مثل هذا الوضع توقع الكثير من قمة سيسعى المشاركون فيها أولا لإخفاء الخلافات بينهم. وتابع: «كانت دول بريكس تجسد في بادئ الأمر الكثير من الأمل للمستقبل، لكن لم يكن لها حتى الآن سوى تأثير محدود جدا على السياسة والاقتصاد العالميين». وكان وزير الخارجية الصيني قال الأسبوع الماضي للصحفيين: «قد تكون بعض الدول غير مكترثة للقمة، لكن هذا لا يهم، فالتعاون بين دول بريكس سيستمر في المضي قدما». يذكر أن الإنجاز الملموس الوحيد لمجموعة بريكس هو «بنك التنمية الجديد» الذي أنشأته الدول الخمس ليكون بديلا للبنك الدولي الذي يعتبر خاضعا لسيطرة الغربيين. ومقر بنك التنمية الجديد في شنغهاي، إذ يبدو منافسا لبنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية الذي يتخذ مقرا له في بكين.