بعد قمة دول مجموعة «بريكس» للاقتصادات الناشئة في منتجع فورتاليزا السياحي (شمال شرق البرازيل)، التي خرجت بقرار يقضي بتأسيس «بنك بريكس للتنمية» وصندوق لاحتياطات الطوارئ، اجتمع قادة دولها، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في برازيليا، مع نظرائهم من الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وفنزويلا ودول أخرى من أميركا اللاتينية، للبحث في إيجاد البدائل للنفوذ الأميركي في المنطقة. وأعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف هذا الاتفاق في ختام القمة، مشيرة إلى أن «بنك التنمية» الجديد «سيتخذ من مدينة شنغهاي الصينية مقراً، وستكون الهند الرئيس الأول له». وتوصلت دول المجموعة إلى هذا الاتفاق بعد مفاوضات كثيفة لتسوية نزاع بين الهند والصين على مقر البنك الجديد الذي سيكون مقره في شنغهاي وسيبلغ رأس ماله 50 بليون دولار، فيما سيصل رأس مال الصندوق إلى 100 بليون دولار، وسيستثمر في مشاريع للبنية التحتية. وأعلنت وزارة المال البرازيلية، أن البرازيل «ستكون الرئيس الثاني ل «بنك بريكس للتنمية» بعد انتهاء فترة رئاسة الهند»، مشيرة إلى أن «كلاً من الدول الخمس ستتولى رئاسة البنك لفترة خمس سنوات». واعتبرت روسيف، أن المصرف والصندوق «خطوتان مهمتان لإعادة تشكيل البنيان المالي العالمي»، مؤكدة أن اقتصادات الأسواق الناشئة «تبقى محرّكاً للنمو العالمي على رغم تباطؤ نموها». ولفتت إلى أن زعماء المجموعة «يحضّون صندوق النقد الدولي على التحرك قدماً في إصلاح نظام حصص التصويت للصندوق». لكن يتطلب الأمر سنتين قبل بدء المؤسستين عملهما، في انتظار مصادقة المجالس التشريعية في دول المجموعة عليهما. وأبقت روسيف الباب مفتوحاً أمام استخدام صندوق الاحتياط لمساعدة دول خارج مجموعة «بريكس»، وأكدت استعداد المجموعة ل «البحث في أي طلب من الأرجنتين، ونحن منفتحون لنبحث في طبيعة علاقة (الصندوق) مع دول خارج «بريكس»، لكن لم يتخذ قرار حتى الآن بهذا الشأن». وقالت: «إذا كانت الأرجنتين ستستفيد أو لا (من صندوق الاحتياط) فهو أمر تجب مراجعته، لكن على الأرجنتين أولاً تقديم طلب، وسنكون كرماء مع الدول النامية». وعن المواقف من القمة واللقاء المشترك بين قادة المجموعة وزعماء دول أميركا اللاتينية، رأى الأستاذ في العلاقات الخارجية أوليفر ستوينكل من مؤسسة «غيتيليو فارغاس»، أنها «فرصة للبرازيل لإظهار مراهنتها على دمج أكثر وعلى ما يمكن أن يفيد المنطقة، وليس فقط اهتمامها بمجموعة «بريكس». واعتبر الرئيس الصيني تشي جينبينغ، أن هذه الاجتماعات «بمثابة دفعة جديدة للصين لحيازة نفوذ في منطقة ينظر إليها تقليداً وكأنها الساحة الخلفية للولايات المتحدة»، وهو سيبقى يوماً آخر في البرازيل لإطلاق المنتدى الصيني- الأميركي اللاتيني مع القيادات اليسارية في أميركا الجنوبية، ومن بينها الرئيس الكوبي راوول كاسترو.