نهر بشري أبيض اللون يمتد لمسافات طويلة، وتهليل وتكبير يملأ قلوب الحجيج فرحة وسرورا، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت بمزدلفة، تحفهم عناية الله تعالى ثم حكومة المملكة، أقبلوا نحو منشأة الجمرات لرمي الجمار، تراقبهم غرفة المراقبة والتحكم على الجسر، التي تحولت إلى أعين تراقب التحركات بدقة وأجسادهم متأهبة للتحرك الفوري عند الحاجة. ظهر قائد قوات أمن الحج الفريق أول خالد بن قرار الحربي متوجها نحو بعض المواقع التي تشهد كثافة ليشكل رجال الطوارئ تشكيلات عاجلة لتذويب الزحام منها «الأسورة» و«السهم» و«المثلث»و«الدمعة» التي تفتت الكتل البشرية في ثوان معدودة، مؤكدا عدم تسجيل أي حالة تؤثر على تدفق الحجيج الذي بدأ في الثانية عشرة بعد منتصف ليل أمس الأول (الخميس) لتستمر الكثافة متوسطة إلى خفيفة حتى قبيل صلاة فجر أمس (الجمعة). الرقابة الأمنية لا تخلو من روح رجل الأمن السعودي الإنسانية التي تتجلى في أبهى صورها في الحج، وكان منها توجيه عاجل من مركز القيادة والسيطرة نحو امرأة كبيرة ظهر عليها الإرهاق وهي لا تقوى على الرمي ليصدر توجيها عاجلا بتشكيل تكتيك الأسورة حولها لحمايتها من السقوط ومساعدتها في الرمي. وفِي شاشة أخرى ظهرت كتلة بشرية كبيرة لتأتي التعليمات بتفتيتها عبر تكتيك السهم الذي شكل فيه رجال قوات الطوارئ الخاصة شكل رأس السهم ليقسم تلك الكتلة إلى قسمين قبل أن يفتتها تكتيك المثلث ويعمل على إزالة خطورة التدافع عنهم. من جهته، أكد قائد قوات الطوارئ الخاصة في حج هذا العام اللواء محمد بن عبيد العصيمي جاهزية منشأة الجمرات لاستقبال ضيوف الرحمن عبر منظومة أمنية وعدد من الخطط لتسهيل حركة تفويج الحجاج، التي تكفل الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، مضيفا تم توزيع الحجاج القادمين إلى الجمرات من مختلف الجهات والطرق على مختلف الأدوار بمنشأة الجمرات من خلال عدة طرق سلكها الحجاج القادمون إلى الجمرات، ومنها نفق المعيصم، وطرق الجوهرة، وسوق العرب، والشارع الجديد، وطريق المشاة المظلل، وغرب مكة، والششة، وشارع الحج، والعزيزية، وشارع صدقي، ومحطة النقل العام، ومجر الكبش، والحجاج الساكنون في العمائر والقادمون من طريق قطار المشاعر. وأضاف العصيمي: تتوافر في مركز القيادة والسيطرة بمنشأة الجمرات أكثر من 500 كاميرا تعمل على مدار الساعة ومرتبطة مباشرة بمركز القيادة والسيطرة للأمن العام.