فيما يتلاقى السلوك الإيرانيوالقطري في دعم الإرهاب في المنطقة، تعد الإمارة الصغيرة أكبر جاذب للإرهابيين العالميين بعد إيران، فكلا البلدين تحولا بعد الانقلاب (الخميني انقلب على الشاه عام 1979، وحمد بن خليفة انقلب على والده عام 1995) إلى «أرض الأحلام» للإرهابيين. وتحتضن أراضي قطر النائمة فوق آبار الغاز الإرهابيين، وأكد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة أن قطر تستضيف أكبر عدد من الأشخاص المدرجين على قوائم الإرهاب في العالم بعد إيران، مشيراً إلى أن من بين الإرهابيين المدرجين على قوائم الدول الأربع 12 إرهابياً مدرجا على القوائم الأمريكية، و14 آخرين مدرجين على قوائم الأممالمتحدة. وقال العتيبة في مقابلة مع مجلة «The Atlantic» الأمريكية: إن الإرهابيين في قطر «ليسوا في السجن، وليسوا تحت الإقامة الجبرية، إنهم يتحركون بحرية ويجمعون الأموال لجبهة النصرة والقاعدة والميليشيات الليبية، وغيرها».واعتبر العتيبة عودة السفير القطري إلى طهران «تأكيد لموقفنا المتخذ»، مضيفاً «هذا يُظهر للعالم المشكلة، هل هذا يُثبت أو يدحض موقفنا الأولي؟ هدفنا المعلن هو تغير في سلوك القطريين، لأننا نعتقد أنهم قريبون جداً من الإيرانيين، وقريبون جداً من المتطرفين». وبدأت قطر في جذب «الإرهابيين والفارين من العدالة» بعد أن استطاع حمد بن خليفة ترتيب حكمه عقب انقلابه على والده، وانطلقت الدوحة في استقطاب المتطرفين ودعمهم مالياً وإعلامياً، وأضحى للإرهابي يوسف القرضاوي اتحاداً عالمياً يجمع «الإخونج» ويسبح بحمد الحكومة القطرية، ويهاجم خصومها. ولعبت المنظمات الخيرية القطرية أدواراً خطيرة في تبني القيادات المتطرفة حول العالم، وأضحى المسؤولون القطريون يدعمون القاعدة والميليشيات المسلحة بلا هوادة ك«حزب الله» وطالبان، مع تنامي العلاقات السرية بين تل أبيب والدوحة. ويفهم مراقبون ازدواجية الدوحة التي تبدو معقدة، إذ يربطون تضارب التحركات القطرية ببحث «الحمدين» عن أدوار قيادية في مسرح السياسة العالمي، بيد أن الدوحة لم تدرك أن للجغرافيا والتاريخ مكاناً فاعلاً في المعادلة.