قال السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لا تسعى لتصعيد الأزمة مع قطر، مؤكدًا أن مصطلح "الحصار" لا ينطبق على الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع ضد الدوحة. والحياة تسير بشكل طبيعي داخل قطر ولا أحد يموت جوعا ومطاراتهم وموانئهم مفتوحة والناس يدخلون ويخرجون منها. وكل ما فعلناه أن طائراتنا لا تدخل المجال الجوي القطري وكذلك سفننا وأكد "العتيبة" في تصريحات لمجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية، الإثنين: "إجراءات الرباعي العربي ليست حصارًا على الإطلاق، إنما إجراءات اتخذناها لحماية أنفسنا منها". وأوضح العتيبة: "قطر تعتبر ثاني أكبر دولة في العالم تحتضن إرهابيين بعد إيران، منهم 59 شخصا صنفتهم الإمارات على أنهم عناصر إرهابية، و12 منهم على القوائم السوداء الأمريكية، ومع ذلك هم ليسوا بالسجن أو رهن الإقامة الجبرية، بل على النقيض تمامًا يعيشون بحرية ويجمعون أموالًا لجبهة النصرة والقاعدة والميليشات الليبية وغيرها من التنظيمات الإرهابية". وردًا على سؤال حول آخر تطورات جهود الوساطة لحل الأزمة الخليجية، أكد السفير الإماراتي، أن الجنرال أنتوني زيتي، وهو مبعوث أمريكي غير رسمي لدول الخليج، قام بجولات عديدة إلى المنطقة منذ أسابيع مضت، مشيرًا إلى أن الرباعي العربي أبلغه رسميًا استعداده للجلوس على طاولة المفاوضات مع قطر، شريطة أن تكون الدوحة مستعدة لذلك دون أي شروط مسبقة منها. وفي نفس السياق، أوضح العتيبة أن موقف قطر لم يتغير منذ إعلان المقاطعة، معتبرًا أن ذلك التعنت لا يبشر بوجود انفراجة قريبة للأزمة، مشددًا على أن الدوحة ليست جادة حول مسألة التفاوض لحل الأزمة. وفي تعليقه على قضية قناة الجزيرة بين العتيبة قائلا " ما يجري على قناة الجزيرة بنسختها العربية تحريض وليس حرية صحافة. وطلب إغلاق الجزيرة واحد من 13 طلبا اغلبها يتعلق بالأمن والتدخل بشؤون الدول الأخرى والتطرف وهي نفس مطالب 2014 وقعت عليها قطر. ورجح العتيبة أن والديّ أمير قطر، تميم بن حمد، أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر، لا يزالان حتى الآن متوليين شؤون البلاد ومتحكمين بشكل كبير في عملية صنع القرار. وقال: "أعتقد أن هناك احتمالية بأن تميم يريد التفاوض معنا، لكني أجزم أن والده لا يرغب في هذا الأمر لأنه لا يزال ممسكًا بدفة الحكم". وفيما يتعلق بإعلان السلطات القطرية عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، لفت العتيبة إلى أن العلاقات القطريةالإيرانية قوية للغاية، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر هو دليل دامغ على موقف الرباعي من قطر واتهامها بدعم الإرهاب واحتضان الجماعات الإرهابية. وقال: "لا أشعر بالقلق من نتائج تحالف الدوحة وطهران على المدى البعيد، ففي حالة غيرت قطر من سياساتها الداعمة للإرهاب فسوف نرحب بها وسطنا مجددًا، أما في حال تفاخرت قطر بعلاقتها مع إيران وحماس والجماعات المسلحة في ليبيا وسوريا، وإذا كان هذا الأمر أهم لديها من علاقتها مع الرباعي العربي، حينها سوف نتمنى لها التوفيق لكنها لن تكون حليفتنا مرة أخرى". واستطرد قائلًا: "إيرانوقطر تمثلان تهديدًا قويًا للمنطقة العربية، فكلتاهما تدعم الإرهاب، ونحن نعتبر أن حزب الله وتنظيمي القاعدة وداعش جماعات إرهابية بغض النظر سواء أكانت تلك الجماعات سنية أم شيعية طالما هددت استقرار المنطقة، ومع ذلك أرى أن إيران حالة استثنائية عن قطر، فالأولى ذات سيادة وسياستها تضر بالمنطقة بشكل أقوى". وفي الأخيرأجمل "العتيبة" قائلا اذا غيرت قطر سلوكها سنرحب بعودتها فورا اما اذا أعطوا الاولوية لعلاقاتهم مع ايران وحماس وميلشيات ليبيا وسوريا سنتمنى لهم حظا سعيدا.