هزيمة «داعش» في الموصل وتلعفر وخروجه من الملعب العراقي، وهروب المئات من عناصره إلى الرقة السورية لا يعني بحال من الأحوال القضاء على التنظيم الإرهابي الذي يبقي بكل تأكيد بعض ذيوله وعناصره، أو ما يسمى ب«الذئاب المنفردة»، لتنفيذ عمليات انتحارية، وهو ما اعترف به جهاز وحدة مكافحة الإرهاب في العراق، الذي يؤكد القضاء على التنظيم في الأنبار، ولكن ما زالت هنالك بعض الجيوب والعناصر الانتحارية. لا شك أن هذه الهزيمة، أعادت حصر التنظيم في الرقة السورية، وهو ما يمهد الطريق للقضاء على هذا التنظيم كما فعل العراق، لكن يبدو أن وضع التنظيم في سورية يختلف تماما عن وضعه في العراق بسبب تواطؤ نظام بشار الأسد في تطبيق التجربة العراقية في القضاء عليه، الأمر الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أن مراقبين عسكريين يؤكدون أن القضاء على «داعش» في الرقة السورية أسهل بكثير من القضاء عليه في الموصل العراقية، أو ما يعرف بسهل نينوى. التحالف الدولي الآن أمام الاختبار الحقيقي في القضاء على «داعش» في الرقة، بعدما دخل التنظيم مرحلة الترنح والانهيار.. فهل تشهد المرحلة القادمة انقضاضا على آخر معاقل «داعش»، ومن ثم تكون النهاية الطبيعية لمجموعة من الإرهابيين؟ في المقابل وبعد دحر داعش من الموصل وتلعفر، تركت الساحة مفتوحة لميليشيات «الحشد الشعبي»، الذي ارتكب انتهاكات بشعة بحق سكان تلعفر بعد استعادتها كما فعل في الموصل ومناطق سنية أخرى. وبكل أسف فإن القوات العراقية لم تمنع هذه الميليشيا من تنفيذ هذه الانتهاكات، بعد ورود معلومات أن قوة من ميليشيات «حشد الحسين» التركمانية هي من تقوم بعمليات انتقامية تتمثل في سلب ونهب وتفجير المنازل في تلعفر. الأنظار تتجه الآن نحو الرقة، بانتظار المعركة المرتقبة ضد «داعش»، وسط جدل حول احتمالات مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في تلك المعركة في ظل وجود وحدات حماية الشعب الكردية، التي قالت إنها جاهزة لاستعادة الرقة وتحريرها من الإرهابيين. يشار إلى أن النجاحات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي في الموصل وتلعفر، وقدرته على استعادتهما بمساندة الولاياتالمتحدة، جعل الأنظار تتجه صوب مدينة الرقة السورية لتطهيرها من هذه الشرذمة.