في الوقت الذي أعلن التحالف الدولي، أول من أمس، عن وقف عمليات تحرير الموصل ليومين، لإعادة التمركز وتنظيم الصفوف بين المقاتلين، بدأت ميليشيات وعناصر الحشد الشعبي أمس، شن عملياتها على المناطق الغربية من مدينة الموصل، وتحديدا على بلدة تلعفر -ذات الأغلبية التركمانية- بعد أن أعلن بيان عسكري عراقي أن العمليات العسكرية مستمرة ولن تتوقف حتى تحرير كامل أرض نينوى. يأتي ذلك، فيما كشف رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، عن إمكانية دخول قوات الحشد الشعبي إلى الأراضي السورية بعد تحرير الموصل من قبضة المتشددين، بحجة ملاحقة الدواعش في سورية، وأكد الفياض في ندوة بمدينة النجف أمس، على دور الميليشيات الإيرانية بالساحة العراقية، نافيا أن يكون لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة حزبا إرهابيا، أي دور بمعارك الموصل. وتعد هذه التصريحات، أول مرة يكشف فيها الحشد الشعبي عن نيته التوجه إلى سورية لقتال داعش منذ أن استولى الأخير على أراض واسعة في كل من العراق وسورية قبل نحو عامين. وكانت تركيا التي تمركزت قواتها في وقت سابق، بمعسكر البعشيقة القريب من الموصل، قد حذرت ميليشيات الحشد الشعبي من أية انتهاكات قد تطال أهالي بلدة تلعفر، باعتبار أنها حاضنة للطائفة التركمانية، ووعدت بالتدخل في أي وقت لحماية الأهالي هناك. الدروع البشرية بالتزامن مع الهجوم على تلعفر، وفيما تم تضييق الخناق على الدواعش من 3 محاور في الموصل، شنت قوات الشرطة الاتحادية هجوما واسعا لاستعادة بلدة الشورة - جنوبي الموصل - التي تعتبر أحد أهم معاقل داعش الكبرى، حيث أكدت مصادر عسكرية أن المتطرفين يتركون مواقعهم الدفاعية فيها ويهربون بفعل القصف الجوي من طيران التحالف الدولي، والهجوم الواسع من القوات البرية، في الوقت الذي تستمر الاشتباكات المتقطعة في أطراف البعشيقة -شمال شرق الموصل- بين قوات البيشمركة وتنظيم داعش. من جانبها، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إن داعش يقوم باحتجاز المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها، ويستخدمهم كدروع بشرية في معاركه ضد القوات العراقية، كما يقوم بإعدام الأسرى والسجناء الذين يحتجزهم، فيما تشير إحصاءات الأممالمتحدة إلى أن هنالك نحو مليون مدني محتجز داخل مدينة الموصل، وقد يلجؤون إلى الفرار من المعارك المحتدمة هناك، وهو الأمر الذي أقلق أوروبا من احتمال تدفق النازحين إليها بأعداد مهولة. محاولات التشتيت أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس، أنها أحبطت محاولة لتنفيذ هجوم خطط له تنظيم داعش لاستهداف مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار -غربي البلاد-. وقال النقيب أحمد الدليمي من شرطة الأنبار، إن "القوات الأمنية اعتقلت 11 عنصرا متشددا، كانوا يخططون للهجوم على مدينة الرمادي وبث الفوضى فيها، واستهدفت العمليات عددا من الأوكار والمخابئ التابعة لهم، واعترف العناصر بالتخطيط لتنفيذ عدد من الهجمات المتفرقة على المدينة". وكانت القوات العراقية قد استعادت مدينة الرمادي في فبراير الماضي، من سيطرة داعش عليها، حيث تأتي الهجمات المتعددة خارج الموصل، لتبرهن على مدى ضعف التنظيم، ومحاولة تخفيف الضغوط على مقاتليه لتشتيت العمليات الخانقة ضده في مدينة الموصل.