أصبح من المؤكد أن خوف النظام القطري من مواطنيه لا عليهم، هو السبب الرئيسي لمنعهم من السفر إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج على متن الطائرات السعودية، إذ تشير الدلائل إلى أن "تنظيم الحمدين" يخشى ما يخشاه التقاء الحجاج القطريين بمعظم جنسيات العالم، ما يطلعهم على القصص الحقيقية عن الوضع في قطر، وما يصنعه «تميم» ونظامه المراهق من أزمات كارثية على وطنهم، ودول الخليج بل والأمة العربية. ما يعني أنهم سيقفون واقعيا على الصورة دون تشويه، وهي بالتأكيد صورة مغايرة عما رسمه الإعلام القطري المزيف، وخصوصا أبواق الجزيرة المأفونة. بينما ذهب رأي سياسي آخر إلى أن تنظيم الحمدين يرتعد من سفر القطريين لتأدية فريضة الحج، خشية لقائهم بالشيخ عبدالله بن على بن جاسم آل ثانى، حفيد مؤسس قطر الذي ظهر على سطح الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية، وتأثرهم بشخصيته المسالمة والمرتبة والباحثة عن إرساء قيم الحق والعدل والأمن والاستقرار في قطر ومنطقة الخليج، وانتشال الدوحة من نار مستعرة افتعلها النظام الإرهابي، في مسعى لجلب الاستعمار القديم لمنطقة الخليج، ومن قبلها الوطن العربي برمته، ليضع أقدامه من جديد، ويلتهم المنطقة. ويزكي هذا الاحتمال، تلك الحفاوة التي وجدها آل ثاني من دول الخليج، ناهيك عن ثقة القطريين في هذا الرجل بعد ظهوره على حساب «تويتر» والتفاف أعداد كبيرة حوله، ما أزعج تنظم الحمدين الإرهابي. فيما ذهبت دوائر خليجية، بتفسير ظهور آل ثاني، وما اصطحبه من ردود أفعال إقليمية وعربية، ما يشير إلى احتمال أن يكون له دور أبرز في تحريك المياه الراكدة في قطر، ما سيزعج قاطني القصر الأميري في الدوحة، وقد يسبب لهم أزمة سياسية كبرى في الداخل والخارج، ما يعد شوكة في حلق تنظيم الحمدين الذي يصدر الإرهاب وقوى الشر لدول الخليج ومصر. وإذا صح هذا الرأي، فإن الوضع في الملعب السياسي القطري سيتبدل، ويصبح هناك لاعبون جدد، محترفون، لديهم القدرة على إحداث الفارق. فهل يشرب النظام القطري من نفس الكأس التي تجرع منها أشقاؤه في الخليج ومصر وسورية وليبيا واليمن والعراق؟