بدت السلطات القطرية محرجة أكثر من أي وقت مضى في ملف «حج مواطنيها»، فنقل الحجاج القطريين من مطار الدوحة إلى المشاعر المقدسة متعذر، كون سلطات المطار لم تسمح للطائرات السعودية بالهبوط على أراضيها، وزاد التعنت القطري من معاناة حجاجها، إلا أن المملكة لا تزال ترحب بهم في ظل تسهيلات غير مسبوقة منحتها ل«الأشقاء القطريين». وقال المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني على حسابه في تويتر أمس الأول «صبر جميل يا أهلنا في قطر، المنفذ البري مفتوح، ومطار الأحساء والدمام مفتوح، كما يمكن لكم القدوم للحج من أي مكان بالعالم». واحتل وسم «تميم يحاصر حجاج قطر» مركزاً متقدماً في أكثر الهاشتاقات تداولاً في العالم، إذ حل في المركز الثاني لساعات، واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي «خطوة منع الطائرات السعودية من نقل الحجاج القطريين جواً استمرارا من الدوحة في تسييس الحج». وأمام التسهيلات التي قدمتها السعودية للحجاج القطريين، تبدو أعذار الدوحة «هشة وغير متماسكة»، فالحجاج القطريون مسموح لهم الوصول إلى المشاعر المقدسة دون المسار الإلكتروني (دون تصاريح)، كما أن الحجاج القطريين يحلون ضيوفاً على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين في الحج. ولا يزال منفذ سلوى الحدودي يستقبل الحجاج القطريين، بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين وقبول وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، ويؤكد حجاج قطريون سهولة الإجراءات، مشيدين في الوقت ذاته على الخدمات المقدمة لهم. وأكدت هيئة كبار العلماء في بيان لها على «تويتر» على بذل المملكة الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، حجاجا وعمارا وزوارا قربة لله وشعورا بالمسؤولية، مشيدة بما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات وتسهيلات منذ دخول الحجاج والمعتمرين من منافذ المملكة المختلفة حتى مغادرتهم. وأكدت أنه من ثوابت المملكة العربية السعودية أنها لا تمنع أحدًا قصد هذا البيت؛ مهما كان موقفه السياسي، أو توجهه المذهبي، مضيفة «يشكر للمملكة موقفها الحازم في المنع من أن يحول الحج إلى منابر تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف؛ مما حفظ للشعيرة طمأنينتها وللأمة وحدتها».