تستعد أندية دوري جميل قبل انطلاق الموسم الرياضي من خلال إقامة معسكرات خارجية من أجل إعداد فرقها للبطولات المحلية والخارجية. ورغم التكلفة المالية المرتفعة لإقامة مثل هذه المعسكرات في الدول الأوروبية التي تتجاوز 13 مليون ريال لعدد 11 ناديا سعوديا في الدوري يعسكرون في دول أوروبية، إلا أن عددا من الأندية خصص جزءا من ميزانية النادي لتجهيز الفريق الأول في النادي. كما فضل عدد من الأندية السعودية إقامة المعسكرات الخارجية ما بين دولتي النمساوتركيا نظرا للأجواء المناسبة والطقس المعتدل التي تساعد على إقامة الحصص التدريبية الصباحية، كما تعتبر الأقل تكلفة بين بقية الدول. فيما فضلت أندية أخرى دول ألمانياوهولندا وبريطانيا. واتجه نادي الباطن وحيدا إلى معسكر خارجي في دولة مصر. ولم يعلن التعاون وأحد عن إقامة معسكر خارجي. وحسب مختصين فإن تكلفة إقامة المعسكر الخارجي في إحدى الدول الأوروبية تتراوح ما بين مليون إلى مليونين ومائتي ألف ريال، من تذاكر طيران وإقامة في فنادق وإيجار الملاعب الخاصة بالتمارين وتكلفة المباريات الودية خلال المعسكر. إلا أن إدارات الأندية تصر على إقامة فرقها لمعسكرات خارجية، رغم نجاح المعسكرات الداخلية في أعوام سابقة، وعدم جدوى المعسكرات الخارجية في رأي عدد من النقاد الرياضيين والمختصين، الذين أشاروا إلى أن إقامة المعسكرات الخارجية لا تقدم أي فائدة فنية للفريق من خلال تجارب السنوات الماضية لعدد من الأندية السعودية التي أقامت معسكرات خارجية. كما أن هذه الأندية تتجاهل في الغالب سداد المبالغ المالية المتأخرة عليها سواء للاعبين أو العاملين في النادي على حساب الإصرار على إقامة معسكر خارجي. معسكرات أوروبية بالجملة وتعددت الدول الأوروبية التي تقيم الأندية السعودية معسكراتها بها خلال يوليو الجاري وتكتظ بها حاليا، إذ يقيم نادي النصر معسكره في دولة تركيا لمدة تصل إلى 20 يوما، يجري خلالها ثلاث مباريات ودية. فيما اختار النادي الأهلي أن يكون المعسكر في دولة النمسا وفي مدينتين مختلفتين لمدة 23 يوما، مع إمكانية إقامة سبع مباريات ودية مع أندية نمساوية وإيطالية وتركية، ويختتمها بلقاء نادي العين الإماراتي. أما نادي القادسية فيقيم معسكره الخارجي على مرحلتين بدأت الأولى في ألمانيا والثانية في تركيا بقيادة المدير الفني ناصيف البياوي. وفضل نادي الفيحاء الصاعد لدوري جميل أن يقيم أول معسكر خارجي له في دولة النمسا استعدادا للعب في دوري الأضواء لمدة 25 يوما. وفضل نادي الهلال هو الآخر أن يجهز الفريق في دولة النمسا لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع. كما قرر نادي الاتحاد أن يكون معسكره الخارجي في مدينة لندن ولمدة تصل إلى أسبوعين استعدادا للموسم القادم. وكان نادي الشباب قد بدأ معسكره الخارجي في دولة النمسا بقيادة المدير الفني سامي الجابر. نادي الفيصلي هو الآخر لم يبتعد عن أوروبا وأقام معسكره الإعدادي في دولة هولندا. كما أقام نادي الاتفاق معسكره في تركيا على أن يلعب ثلاث مباريات ودية هناك. أما نادي الرائد والفتح ففضلا أن يكون معسكرهما أيضا في تركيا على غرار بعض أندية جميل. واختار نادي الباطن وحيدا دولة عربية بخلاف باقي الأندية هي مصر لإقامة معسكره الإعدادي هناك لمدة 20 يوما. فيما لم يعلن نادي التعاون وأحد عن إقامتهما لمعسكر خارجي حتى اليوم. الرواتب قبل المعسكرات واعتبر الكاتب والناقد الرياضي عبدالله كبوها أن إقامة المعسكرات الخارجية للأندية السعودية ليست ذات جدوى فنية، وعلى الأغلب أن إدارات الأندية هي من اختارت مكان المعسكر الخارجي قبل اختيار مدرب الفريق. مشيرا إلى أنه كان من الأفضل على هذه الأندية أن تقوم بسداد الرواتب المتأخرة خصوصاً للموظفين الذين يتقاضون مبالغ زهيدة وبعضهم متفرغ للعمل في هذه الأندية. فوائده كثيرة فيما قال الإعلامي الرياضي حسين الغاوي أن المعسكرات الخارجية تعتبر أفضل للاعب السعودي؛ لأنها تكون منظمة من نواحٍ إدارية وفنية، وأيضا انضباطية، ويكون فيها التركيز على اللاعب بشكل مباشر من ناحية الأكل والتدريب والتقيد بمواعيد النوم، كما تحد من تسيب اللاعبين، وكل هذه جميعها عوامل أساسية لتطوير مستوى اللاعبين والإعداد الجيد للموسم القادم. مشيرا إلى أن ما يحدث من انضباطية في المعسكرات الخارجية لا تستمر للأسف حين يعود الفريق إلى السعودية وممارسة سلوكيات خاطئة كالسهر وغيره فيضيع كل ما تم التجهيز له في المعسكر الخارجي.